بعد الألف من الهجرة وكان منهلا عذبا للوراد لا يرجع القاصد إليه إلا بالمطلوب والمراد وللشيخ عيسى بن صالح عم جدي الشيخ إبراهيم قصيدة في مدحه لما ورد عليه فأكرمه وهي في كتابنا الكشكول أولها.
الهند بعد صلاة الليل في القدم * يا ضيعة العمر بل يا زلة القدم ومنها:
أعطى الإله يمينا في خلائقه * لا قال لما ولا يلوي على قدم أمسى يمير عشار المزن واكفة * ليضحك البحر والأشجار في الإحم فكنت لأفواهها الأصداف مذ عملت * لو بله فقدت للؤلؤ الرخم مست يدا حاتم يمناه فانفجرت * في صلب آدم بين الماء والأدم انتهى المقصود من نقل كلامه زاد الله في علو مقامه.
(قلت): وهذا الشيخ أعني صاحب الترجمة الشيخ جعفر (ره) من كبار العلماء العاملين وأساطين الملة والدين ومن جملة مشائخ السيد المحقق الأواه السيد نعمة الله الجزائري في شيراز وقد ذكره في (الأنوار النعمانية) وكشكوله (وزهر الربيع) ومن مشائخ السيد النجيب الحسيب الأديب السيد علي الصدر شارح الصحيفة وصاحب السلافة وقد ذكره في الأخير ومدحه وأثنى عليه ثناء عظيما وتقريظا جسيما ويعبر عنه بشيخنا العلامة وذكره المعاصر في روضاته والفاضل المعاصر الأخير ثقة الإسلام المحدث المتتبع الماهر الميرزا حسين النوري الطبرسي (ره) صاحب المصنفات الجليلة (كنفس الرحمن في فضائل سلمان) و (فصل الخطاب) و (جنة المأوى) و (مستدرك الوسائل) و (مستنبط الدلائل) وغيرها من المصنفات الفاخرة وكان هذا الشيخ آية من آيات الله في الاطلاع والتتبع والتحقيق وكثرة الإحاطة