في الجماعة وتارة في الجمعة لأنه كان يعتقد وجوبها عينا إلا أنه ما كان يصليها في أكثر الأوقات لعذر عنده وكان فقيها مجتهدا دقيق النظر ثقة جليلا من أعيان علماء هذه البلاد له الرسالة المسماة (بالروضة الصفوية) وله رسالة في الصلاة وله شكل في مسائل المنطق رأيته في أواخر عمره وصليت خلفه مرتين مقتديا به في الظهرين في قريته الماحوز مع أستاذنا العلامة الشيخ سليمان وكان صهره على ابنته ووقع بينهما بحث في ذلك اليوم في مسألة فقهية وهي أن وضع الجبهة جزء من السجود أو أنه غير جزء فلو تليت آية العزيمة على ساجد فهل يكفيه الاستمرار على السجود أو يرفع ثم يضع فادعى الشيخ المذكور أنه غير جزء وأن الاستمرار كاف وادعى عليه الاجماع وخالفه الأستاذ وقال يجب عليه الرفع ثم الوضع حتى وقعت بينهما مشاجرة عظيمة فانتهى أمرهما (إلى أن قال شيخنا) لكم دينكم ولي دين يريد أن هذا اعتقادك لأنك مجتهد لا يجوز لك تقليدي وهذا اعتقادي لأني مجتهد أيضا لا يجوز لي تقليدك فقال الشيخ بكلام فيه وحاشة ونفرة هذا كلام جهل لأنه التفت إلى أصل ورود الآية الشريفة فإنها خطاب النبي صلى الله عليه وآله للمشركين فقال شيخنا إنما هو بالحجج لا بالتشنيع ولم يمكنه أن يرد عليه أكثر من ذلك لأن الشيخ كان المشار إليه وشيخنا بعد لم يشتهر قلت ولأن الشيخ أستاذه وصهره على ابنته فلا يبتغي له الزيادة وافترقا وانفض المجلس وكان كل منهما مملوء غيظا على الآخر فما بقي إلا مدة قليلة تقرب من أربعين أو خمسين يوما وصنف شيخنا رسالة في الرد عليه وعرض للشيخ مرض عظيم فعاده شيخنا في مرضه وتوفي في ذلك المرض وسنه يقرب من سبعين سنة في حدود السنة الخامسة والمائة والألف وهو عام جلوس الملك الأعظم سلطان
(١٣٣)