فقال: ولم تصرف وجهك عنه؟ وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة؟!
بل استقبله واستشفع به، فيشفعه الله تعالى، قال الله تعالى: * (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله...) * الآية.
فانظر هذا الكلام من مالك رحمه الله وما اشتمل عليه من الزيارة والتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وحسن الأدب معه.
وقال القاضي عياض: قال ابن حبيب: وتقول إذا دخلت مسجد الرسول:
بسم الله، وسلام على رسول الله، السلام علينا من ربنا، وصلى الله وملائكته على محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك وجنتك، واحفظني من الشيطان الرجيم.
ثم اقصد إلى الروضة، وهي ما بين القبر والمنبر، فأركع فيها ركعتين قبل وقوفك بالقبر.
ثم تقف بالقبر متواضعا متواقرا، فتصلي عليه، وتثني بما يحضرك، وتسلم على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وتدعو لهما.
ولا تدع أن تأتي مسجد قباء وقبور الشهداء.
وقال مالك في (كتاب محمد): ويسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل وخرج، يعني في المدينة وفيما بين ذلك.
وقال محمد: وإذا خرج جعل آخر عهده الوقوف بالقبر، وكذلك من خرج مسافرا.
وقال مالك في (المبسوط): وليس يلزم من دخل المسجد أو خرج منه من أهل المدينة الوقوف بالقبر، وإنما ذلك للغرباء.
وقال فيه أيضا: لا بأس لمن قدم من سفر أو خرج إلى سفر أن يقف على قبر