انتهى ما أردت نقله من كلام ابن تيمية رحمه الله من خطه، وأنا عارف بخطه (1).
وهو يدل على ما ذكرناه: من أن نزاعه في السفر والزيارة جميعا، غير أنه كلام مختبط، في صدره ما يقتضي منع الزيارة مطلقا، وفي آخره ما يقتضي أنها إن كانت للسلام عليه والدعاء له جازت، وإن كانت على النوع الآخر الذي ذكره لم يجز.
وبقي قسم لم يذكره: وهو أن تكون للتبرك به من غير إشراك به.
فهذه ثلاثة أقسام:
أولها: السلام والدعاء له.
وقد سلم جوازه، وأنه شرعي، ويلزمه أن يسلم جواز السفر له، فإن فرق في هذا القسم بين أصل الزيارة وبين السفر - محتجا بالحديث المذكور - فقد سبق جوابه.
والقسم الثاني: التبرك به والدعاء عنده للزائر.
وهذا القسم يظهر من فحوى كلام ابن تيمية رحمه الله أنه يلحقه بالقسم الثالث، ولا دليل له على ذلك، بل نحن نقطع ببطلان كلامه فيه، وأن المعلوم من الدين وسير