في الإمامة ولا يخلوا العالم من هذه الآثار والأنوار وزعم ان جعفرا هو الاله في زمانه وليس هو المحسوس الذي يرونه ولكن لما نزل إلى هذا العالم لبس تلك الصورة فرآه الناس فيها ولما وقف عيسى بن موسى صاحب المنصور على خبث دعوته قتله بسبخة الكوفة وافترقت الخطابية بعده فرقا فزعمت فرقة ان الإمام بعد أبي الخطاب رجل يقال له معمر ودانو به كما دانوا بأبي الخطاب وزعموا ان الدنيا لا تفنى وان الجنة هي التي تصيب الناس من خير ونعمة وعافية وان النار هي التي تصيب الناس من شر ومشقة وبلية واستحلوا الخمر والزنا وسائر المحرمات ودانوا بترك الصلاة والفرائض وتسمى هذه الفرقة المعمرية وزعمت طائفة أن الإمام بعد أبي الخطاب بزيغ وكان يزعم ان جعفرا هو الاله اي ظهر الاله بصورته للخلق وزعم ان كل مؤمن يوحى اليه من الله تأويل قول الله تعالى * (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله) * أي يوحى اليه من الله وكذلك قوله تعالى * (وأوحى ربك إلى النحل) * وزعم ان من أصحابه من هو أفضل من جبريل وميكائيل وزعم ان الانسان إذا بلغ الكمال لا يقال له انه قد مات ولكن الواحد منهم إذا بلغ النهاية قيل رجع إلى الملكوت وادعوا كلهم معاينة أمواتهم وزعموا انهم يرونهم بكرة وعشية وتسمى هذه الطائفة البزيغية وزعمت طائفة ان الامام بعد أبي الخطاب عمير بن بيان العجلي وقالوا كما قالت الطائفة الأولى الا انهم اعترفوا انهم يموتون وكانوا قد نصبوا خيمة بكناسة الكوفة يجتمعون فيها على عبادة الصادق رضي الله عنه فرفع خبرهم إلى يزيد بن عمر بن هبيرة فأخذ عميرا فصلبه في كناسة الكوفة وتسمى هذه الطائفة العجلية والعميرية أيضا
(١٨٠)