وبعد ذلك ادعى النبوة لنفسه واستحل المحارم وغلى في حق على رضى الله عنه غلوا لا يعتقده عاقل وزاد على ذلك قوله بالتشبيه فقال ان الله تعالى صورة وجسم ذو أعضاء على مثال حروف الهجاء وصورته صورة رجل من نور على رأسه تاج من نور وله قلب تنبع منه الحكمة وزعم ان الله تعالى لما أراد خلق العالم تكلم بالاسم الأعظم فطار فوقع على رأسه تاجا قال وذلك قوله * (سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى) * ثم اطلع على اعمال العباد وقد كتبها على كفه فغضب من المعاصي فعرق فاجتمع من عرقه بحران أحدهما مالح والاخر عذب والمالح مظلم والعذب نير ثم اطلع في البحر النير فأبصر ظله فانتزع عين ظله فخلق منها الشمس والقمر وافنى باقي ظله وقال لا ينبغي ان يكون معي اله غيرى قال ثم خلق الخلق كله من البحرين فخلق المؤمنون من البحر النير وخلق الكفار من البحر المظلم وخلق ظلال الناس أول ما خلق وأول ما خلق هو ظل محمد عليه الصلاة والسلام وظل على قبل خلق ظلال الكل ثم عرض على السماوات والأرض والجبال ان يحملن الأمانة وهى ان يمنعن على بن أبى طالب من الإمامة فابين ذلك ثم عرض ذلك على الناس فأمر عمر بن الخطاب ابا بكر ان يتحمل منعه من ذلك وضمن له ان يعينه على الغدر به على شرط ان يجعل الخلافة له من بعده فقبل منه واقدما على المنع متظاهرين فذلك قوله تعالى * (وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) * وزعم انه نزل في حق عمر قوله تعالى * (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك) * ولما ان قتل المغيرة اختلف أصحابه فمنهم من قال بانتظاره ورجعته ومنهم من قال بانتظار امامة محمد كما كان يقول هو بانتظاره وقد قال المغيرة بامامة أبى جعفر محمد
(١٧٧)