منكم) * قالوا فأولوا الأمر من اليه القضاء والحكم حتى وفي مسألة الخلافة لما تخاصمت المهاجرون والأنصار كان القاضي في ذلك هو أمير المؤمنين على دون غيره فإن النبي صلى الله عليه وسلم كما حكم لكل واحد من الصحابة بأخص وصف له فقال أفرضكم زيد واقرؤكم أبي وأعرفكم في الحلال والحرام معاذ وكذلك حكم لعلي بأخص وصف له وهو قوله أقضاكم علي والقضاء يستدعي كل علم وليس كل علم يستدعي القضاء ثم إن الإمامية تخطت عن هذه الدرجة إلى الوقيعة في كبار الصحابة طعنا وتكفيرا وأقله ظلما وعدوانا وقد شهدت نصوص القرآن على عدالتهم والرضا عن جملتهم قال الله تعالى * (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) * وكانوا إذ ذاك ألفا وأربعمائة وقال الله ثناء على المهاجرين والأنصار والذين أتبعوهم باحسان رضي الله عنهم * (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) * وقال * (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة) * وقال تعالى * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم) * وفي ذلك دليل على عظمة قدرهم عند الله تعالى وكرامتهم ودرجتهم عند الرسول صلى الله عليه وسلم فليت شعري كيف يستجيز ذو دين الطعن فيهم ونسبة الكفر إليهم وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام عشرة من أصحابي في الجنة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح إلى غير ذلك من الأخبار الواردة في حق كل واحد
(١٦٤)