أما تعريضاته فمثل أن يبعث ابا بكر ليقرأ سورة براءة على الناس في المشهد وبعث بعده عليا ليكون هو القارئ عليهم والمبلغ عنه إليهم وقال نزل علي جبريل عليه السلام فقال يبلغه رجل منك أو قال من قومك وهو يدل على تقديمه عليا عليه ومثل أن كان يؤمر على أبي بكر وعمر وغيرهما من الصحابة في البعوث وقد أمر عليهما عمرو بن العاص في بعث وأسامة بن زيد في بعث وما أمر على علي أحدا قط وأما تصريحاته فمثل ما جرى في نأنأة الإسلام حين قال من الذي يبايعني على ماله فبايعته جماعة ثم قال من الذي يبايعني على روحه وهو وصي وولي هذا الأمر من بعدي فلم يبايعه أحد حتى مد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يده اليه فبايعه على روحه ووفى بذلك حتى كانت قريش تعير أبا طالب انه امر عليك ابنك ومثل ما جرى في كمال الاسلام وانتظام الحال حين نزل قوله تعالى * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) * فلما وصل غدير خم امر بالدوحات فقممن ونادوا الصلاة جامعة ثم قال عليه الصلاة والسلام وهو على الرحال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وادر الحق معه حيث دار الا هل بلغت ثلاثا فادعت الإمامية أن هذا نص صريح فإننا ننظر من كان النبي صلى الله عليه وسلم مولى له وبأي معنى فنطرد ذلك في حق علي رضي الله عنه وقد فهمت الصحابة من التولية ما فهمناه حتى قال عمر حين استقبل عليا طوبى لك يا علي أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة قالوا وقول النبي عليه الصلاة والسلام أقضاكم علي نص في الإمامة فإن الإمامة لا معنى لها إلا أن يكون اقضى القضاة في كل حادثة والحاكم على المتخاصمين في كل واقعة وهو معنى قول الله سبحانه وتعالى * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر
(١٦٣)