ملكين خلاقين فيقال لهما: أخلقا كما يريد الله ذكرا أو أنثى، صوراه واكتبا أجله ورزقه ومنيته وشقيا أو سعيدا، واكتبا لله الميثاق الذي أخذه عليه في الذر بين عينيه، فإذا دنا خروجه من بطن أمه بعث الله إليه ملكا يقال له زاجر فيزجره، فيفزع فزعا فينسى الميثاق ويقع إلى الأرض يبكي من زجرة الملك. (1) 3553. عنه (عليه السلام): ثم يبعث الله ملكين خلاقين يخلقان في الأرحام ما يشاء الله، فيقتحمان في بطن المرأة من فم المرأة فيصلان إلى الرحم، وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء، فينفخان فيها روح الحياة والبقاء، ويشقان له السمع والبصر وجميع الجوارح وجميع ما في البطن بإذن الله، ثم يوحي الله إلى الملكين: أكتبا عليه قضائي وقدري ونافذ أمري، واشترطا لي البداء فيما تكتبان، فيقولان: يا رب ما نكتب؟
فيوحي الله إليهما أن ارفعا رؤوسكما إلى رأس أمه، فيرفعان رؤوسهما، فإذا اللوح يقرع جبهة أمه، فينظران فيه، فيجدان في اللوح صورته وزينته وأجله وميثاقه شقيا أو سعيدا وجميع شأنه.
قال: فيملي أحدهما على صاحبه فيكتبان جميع ما في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان. (2) 3554. الإمام الصادق (عليه السلام) - في بيان كيفية نشوء الأبدان -: أول ذلك تصوير الجنين في الرحم حيث لا تراه عين ولا تناله يد، ويدبره حتى يخرج سويا مستوفيا جميع ما فيه قوامه وصلاحه من الأحشاء والجوارح والعوامل، إلى ما في