جرائمهم وجه التاريخ في محاكم التفتيش.
أجل، إن الإسلام لا يلجأ إلى قوة السلاح لفرض عقائده وإنما يلجأ إلى تحطيم الموانع والعقبات التي تحول دون انتشار العقائد الصحيحة وازدهارها.
الكفاح من أجل حرية الفكر نعم، عندما لا يجدي الدليل والبرهان والمناظرة والموعظة فتيلا لا يرى الإسلام مندوحة إلا مقابلة الموانع والسدود التي أمام طريق حرية الفكر، بالكفاح المسلح والحرب. (1) وهذه الموانع تتمثل في النظم الفاسدة والتقاليد الخرافية التي تسلب الناس قدرتهم على التفكر والتشخيص، وبالتالي على انتخاب العقائد الصحيحة.
إن النظم الفاسدة المتهرئة والقدرات الطاغية الجائرة التي تتغذى وتنمو على جهل الناس وترى في وعيهم صورة واقعية لسقوطهم من أريكة الاقتدار لا يمكنها أن تسمح بإعلان الحقائق للناس كما هي، ومن هنا كانت هذه النظم في حقيقتها سدا في طريق المعتقدات الصحيحة، أو كما وصفها القرآن بأنها تصد عن سبيل الله.
فالإسلام بعد أن يتم الحجة على هذه النظم يواجهها بالقوة، حتى يزيل العقبات المانعة لحرية الفكر، ويفسح الطريق للوعي ونماء العقائد الصحيحة.
وسوف نشاهد بعد - في مبحث " النبوة الخاصة " فيما يختص بمعرفة النبي (صلى الله عليه وآله) وأسلوبه في مقابلة المخالفين - أن النبي (صلى الله عليه وآله) في مواجهته للقدرات المناوئة كان يتوسل بالدليل والبرهان كخطوة أولى في مناظرته، ثم المباهلة كخطوة ثانية وهي