فيرد القرآن عليهم في آخر الآية مشيرا إلى العقل وحكمه الصريح الجلي بقوله:
(أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون). (1) أي: أمنطقي ما تدعون؟ وهل يقبل العقل هذا الجواب؟ وهل عليهم أن يقلدوا آباءهم تقليدا أعمى، ولو كان آباؤهم قد اتبعوا شيئا بلا تعقل واختاروا عقيدة بلا فهم، فيحذون حذوهم صما بكما عميانا؟! (2) التقليد في العقائد من منظور الحديث تطلق كلمة " إمعة " في لغة الحديث على من لا رأي له بل يقتدي بآراء غيره لا على سبيل التحقيق بل على سبيل التقليد.
لا تكن إمعة إن الإنسان، من منظار الإسلام، إما عليه أن يعرف الحقيقة أو أن يحاول كشفها، ولا يعمل عملا بلا علم فيهلك (3)، فقد أثر عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
ما من أحد إلا على بابه ملكان، فإذا خرج قالا: أغد عالما أو متعلما ولا تكن الثالث. (4) وقد يعبر في الأحاديث الإسلامية عمن ليس بعالم ولا متعلم ب " الهمج الرعاع " كما جاء في الحديث النبوي: