وأمير المؤمنين (عليه السلام) ضمن كلام آخر له في بيان خصائص العالم الواقعي وأشباه العلماء يقول:
لا تقولوا بما لا تعرفون، فإن أكثر الحق فيما تنكرون. (1) ولكن المسألة التي بلغت من الوضوح والبيان إلى هذا الحد وفهم كل ذي شعور أنه لا حق له في إنكار ما لا يعرف وما هو مجهول لديه قد عمي عنها من علقوا بشباك الغرور العلمي فريسة لاعتبار النفس عالما، ولا يرون إلا خلافها.
وهناك مزيد من الإيضاح في هذا الصدد عندما نتحدث عن أولى علائم العقائد غير العلمية.
علائم المعتقدات غير العلمية ويمكن اختبار العقائد غير العلمية والتعرف عليها - أسوة بما فعلنا بالنسبة للعقائد العلمية - عن طريق خصائص صاحب العقيدة، وبقول آخر: إن علائم العقائد هي عين علائم العلماء الخياليين وخصائص الجهلاء أشباه العلماء، التي وردت في كلام الإمام (عليه السلام) بعد أن بين علائم العالم.
وفي هذا القسم أيضا نستهل بذكر نص الرواية، ثم نطرح العلائم كلا على حدة على بساط البحث:
إن الجاهل من عد نفسه بما جهل من معرفة العلم عالما، وبرأيه مكتفيا. فما يزال من العلماء مباعدا، وعليهم زاريا، ولمن خالفه مخطئا، ولما لم يعرف من الأمور مضللا. فإذا ورد عليه من الأمر ما لا يعرفه أنكره وكذب به وقال بجهالته: ما أعرف هذا، وما أراه كان، وما أظن أن يكون، وأنى كان ولا أعرف ذلك، لثقته برأيه، وقلة معرفته بجهالته. فما ينفك مما يرى فيما