وما يهزني حقا أن المكتبة العربية في مصر بل والأزهرية للأسف الشديد..
تكاد تكون خلوا من كتب الشيعة الإمامية بالذات... اللهم إلا ما يغذيها من آن لآخر " الأستاذ مرتضى " وما يهديه منها لأصدقائه العديدين من أعلام الفكر والثقافة.
وما يوجد بالمكتبات غير ذلك فلا يشفى غلة، ولا يعكس صورة صادقة للعقائد الشيعية الإمامية، وفلسفتها، وتحليلها لأمور الدين ونوازع الخلافات حول الخلافة..
وإيمان الشيعة المطلق بأن الإمام عليا وآل البيت النبوي الكريم كانوا أحق بها وأهلها صلاحا لأمر الإسلام والمسلمين إلى يوم الدين.. وهو ما يؤمن به ويتفق معهم صفوة كبيرة من علماء السنة كذلك. فلا يستطيع سني واحد أن يذكر هنة مهما كانت بسيطة إلى الإمام علي كرم الله وجهه من عبادة الأوثان من دون الصحابة رضي الله عنهم ولا إلى أهله وذريته من آل البيت النبوي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
فأي سني ينكر على آل البيت طهرهم، وأحقيتهم في الخلافة الدينية للمسلمين، أو ينكر تشيعه لهم والاستضاءة بنورهم؟! كل ما هنالك خلافات على الفروع في العبادات لا ترقى إلى درجات الشقاق والخصومة بأي حال والذين تناولوا المذهب الشيعي بالبحث والدرس والتنقيب قديما وحديثا وقعوا في أحكام خاطئة لا تستند إلى أدلة. أو شواهد نقلية جديرة بالثقة وتداول بعض الناس هذه الأحكام فيما بينهم بلا روية أو تمحيص.
وأي باحث منصف يتصدى للبحث عن تاريخ الشيعة أو عقائدهم أو أحكامهم الفقهية، لا مناص له من الاعتماد أساسا على تراث الشيعة أنفسهم وتحرى الصدق