مع رجال الفكر - السيد مرتضى الرضوي - ج ١ - الصفحة ١٤٦
وآية الله الإمام الخوئي (1).
(١) هو السيد أبو القاسم بن السيد علي أكبر بن المير هاشم الموسوي الخوئي النجفي، من أعاظم زعماء الشيعة الإمامية في العالم الإسلامي وكان المرجع الأعلى الديني الوحيد لطائفة الشيعة الإمامية في جميع أنحاء العالم وله: " البيان في تفسير القرآن " و " معجم رجال الحديث " و " إعجاز القرآن " وغيرها. وإليك ترجمة حياته بقلمه، قال (قدس سره):
" نشأت في خوي مع والدي وإخوتي، وأتقنت القراءة والكتابة، وبعض المبادئ حتى حدث الاختلاف الشديد بين الأمة لأجل (حادثة المشروطة)، فهاجر والدي من أجلها إلى النجف الأشرف سنة ١٣٢٨ ه والتحقت به في سنة ١٣٣٠ ه برفقة أخي الأكبر المرحوم السيد عبد الله الخوئي وبقية أفراد عائلتنا.
أساتذته:
١ - آية الله الشيخ فتح الله (المعروف بشيخ الشريعة الإصفهاني)، توفي سنة ١٣٣٩ ه.
٢ - آية الله الشيخ مهدي المازندراني.
٣ - آية الله الشيخ ضياء الدين العراقي (١٢٧٨ - ١٣٦١ ه).
٤ - آية الله الشيخ محمد حسين الإصفهاني الكمباني (١٢٩٦ - ١٣٦١ ه).
٥ - آية الله الشيخ محمد حسين النائيني (١٢٧٣ - ١٣٥٥ ه).
٦ - آية الله الشيخ محمد جواد البلاغي (١٢٨٢ - ١٣٥٢ ه).
٧ - آية الله السيد حسين البادكوبي (١٢٩٣ - ١٣٥٨ ه).
ويذكر الإمام الخوئي بأن الشيخ محمد حسين الأصفهاني، والشيخ النائيني أكثر من تتلمذ عليهم فقها وأصولا. قال: " حضرت على كل منهما دورة كاملة في الأصول، وعدة كتب في الفقه حفنة من السنين، وكنت أقرر بحث كل منهما على جمع من الحاضرين في البحث، وفيهم غير واحد من الأفاضل، وكان المرحوم النائيني آخر أستاذ لازمته، ولي في الرواية مشايخ أجازوني أن أروي عنهم كتب أصحابنا الإمامية وغيرهم، ولذا أروي بعدة طرق كتبنا الأربعة: (الكافي، الفقيه، التهذيب، الإستبصار)، والجوامع الأخيرة: (الوسائل، البحار، الوافي) وغيرها من كتب أصحابنا (قدس سرهم). فمن تلك الطرق ما أرويه عن شيخي النائيني، عن شيخه النوري بطرقه المحررة في خاتمة كتابه: (مستدرك الوسائل) المعروفة ب (مواقع النجوم) المنتهية إلى بيت العصمة والطهارة.
وقد أكثرت من التدريس، وألقيت محاضرات كثيرة في الفقه، والأصول، والتفسير، وربيت جما غفيرا من أفاضل الطلاب في حوزة النجف الأشرف، فألقيت محاضراتي (بحث الخارج) دورتين كاملتين لمكاسب الشيخ الأعظم الأنصاري قدست نفسه، كما درست جملة من الكتب الأخرى، ودورتين كاملتين لكتاب الصلاة، وشرعت في ٢٧ ربيع الأول سنة ١٣٧٧ ه في تدريس فروع (العروة الوثقى) لفقيه الطائفة السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي مبتدئ بكتاب (الطهارة) حيث كنت قد درست (الإجتهاد والتقليد) سابقا وقطعت شوطا بعيدا فيها والحمد لله حيث وصلت إلى كتاب (الإجازة)، فشرعت فيه في يوم ٢٦ ربيع الأول سنة ١٤٠٠ ه، وقد أشرفت على إنجازه الآن في شهر صفر ١٤٠١ ه.
وألقيت محاضراتي في الأصول (بحث الخارج) ست دورات كاملات، أما السابعة فقد حال تراكم أشغال المرجعية دون إتمامها، فتخليت عنها في مبحث الضد.
وفي غضون السنين السابقة شرعت في تدريس تفسير القرآن الكريم برهة من الزمن إلى أن حالت ظروف قاسية دون ما كنت أرغب فيه من إتمامه.
وكم كنت أود انتشار هذا الدرس وتطويره. وإني أحمد الله تعالى على ما أنعم به علي من مواصلة التدريس طيلة هذه السنين الطوال، وما توقفت إلا في الضرورات كالمرض، والسفر، حيث تشرفت بحج بيت الله الحرام عام ١٣٥٠ ه وعام ١٣٦٨ ه) انتهى كلامه (قدس سره).
وصدر من تقريراته في الفقه، والأصول، ما كتبه أفاضل تلامذته ما يقرب من أربعين مجلدا، وإليك أسماءها:
١ - تنقيح العروة الوثقى، ستة أجزاء (فقه).
٢ - دروس في فقه الشيعة، أربعة أجزاء (فقه).
٣ - مستند العروة، ثلاثة أجزاء (فقه).
٤ - فقه العترة، جزءان (فقه). وبقية الأجزاء من هذه الكتب الأربعة ما تزال مخطوطة.
٥ - تحرير العروة، مجلد (فقه).
٦ - مصباح الفقاهة، ثلاثة أجزاء (فقه).
٧ - محاضرات في الفقه الجعفري، جزآن (فقه).
٨ - الدرر الغوالي في فروع العلم الإجمالي، مجلد (فقه).
٩ - محاضرات في أصول الفقه، دورة كاملة طبع منها خمسة أجزاء.
١٠ - مصباح الأصول، جزآن (أصول).
١١ - مباني الاستنباط، جزآن (أصول).
١٢ - دراسات في الأصول العملية، مجلد (أصول).
١٣ - مصابيح الأصول، مجلد (أصول).
١٤ - جواهر الأصول، مجلد (أصول).
١٥ - الأمر بين الأمرين، مجلد (أصول).
١٦ - الرأي السديد في الاجتهاد والتقليد، مجلد (أصول).
17 - رسالة في تحقيق الكر، جزء واحد.
18 - رسالة في حكم أواني الذهب، جزء واحد. انظر: دليل معجم رجال الحديث: ص 1714 طبع بيروت.
وترجم سيدنا الإمام الخوئي الشيخ آغا بزرك الطهراني وقال:
"... وله يد طولى في التفسير والتصانيف منها: (نفحات الإعجاز) و (رسالة في اللباس المشكوك) و (رسالة في الغروب) و (رسالة في قاعدة التجاوز) و (رسالة في إرث الزوج والزوجة قبل الدخول).. وغيرها. انظر: طبقات أعلام الشيعة نقباء البشر: 1 / 71 72.
وانتقلت روح هذا الإمام الراحل فقيد الطائفة ومرجعها وزعيمها الأوحد إلى الرفيق الأعلى في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر من يوم السبت الموافق 8 صفر عام 1413 ه ودفن في مقره الأخير بجوار الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في إحدى حجرات الصحن العلوي الشريف التي كانت مدخلا كيشوانية إلى مسجد الخضراء الملاصق للصحن الشريف في الساعة الرابعة بعد منتصف ليلة الأحد 9 صفر، تغمده الله برحمته الواسعة وحشره مع آبائه الطاهرين أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام. وقد أرخ وفاته صاحب الفضيلة العلامة الشيخ محمد حسين الأنصاري أيده الله تعالى وقال: * (إخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى) *.
أيها الوادي الذي لا زال سرا * قد لوى كفك كف الكون لي كلما غابت شموس فيك زهرا * زدت للناس عطاء زدت في فيك كم عالم جيل غاض بحرا * قد طواه الموت في واديك طي مذ ملى الخوئي تاريخك وفرا * قصر الموت أبو القاسم حي 287 + 390 + 477 + 18 = 1413 ه مجلة النور، تصدر في لندن، السنة الثانية، العدد: 18 / 31.