عملت كل ذلك أنت وأتباعك ووصمت بها الأبرياء ممن طالب الحق والعودة إلى عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكتابه وسنته واتباع وصاياه في علي (عليه السلام) وذريته؟
لماذا عاديت محمد وخالفت كتاب الله ووصايا رسوله في ذريته وعلي، وأبعدت خيرة الصحابة، وأحجرت على أفكارهم، ومنعت تدوين السنة، وبدأت بنسخ نصوص الكتاب (1).
وهل علمت لماذا قام أبو لؤلؤة قاتلك بما قام سوى لما لاقوه هو وصحبه على يدك من الشعوبية، وتفضيل العرب على العجم، وظلمك له يوم أتاك يشتكي من ظلم المغيرة صاحبك قبيل السقيفة الذي ملكته إياه من الأسرى، فكان يرهقه بالعمل فلم يجد مناصا إلا الشكوى لك، بيد وجد فيك أشد من المغيرة ظلما وتحيزا، فصدق عليك المثل كالمستجير من الرمضاء بالنار.
وقد قال الشاعر:
إلى الماء يسعى من يغص بلقمة * إلى أين يسعى من يغص بماء وقال آخر:
يقولون إن الملح يصلح فاسدا * فما حيلة يا قوم إن فسد الملح فقد تظلم إليك هذا البائس الذي سلبت حريته وقد أسلم وملكته المغيرة وهو مسلم من المسلمين يستجيرك على الفاجر الفاسق الزاني ذلك الذي جعلته واليا على رقاب الناس في البصرة، وإذ تظلموا إليك رفعت درجته بالولاية على الكوفة، وأجريت الحد على المتظلمين، واليوم جاءك هذا الأسير المغلوب الذي أسلم طالبا مده بالعون تحت ظل العدالة الإسلامية، ولكن غلبتك العصبية للمغيرة