أحرى بأن ينقص من مقام غيره ويظلمه!
العلاقة بين الجرأة على العلماء والجرأة على سفك الدماء:
قال علي عليه السلام: (إذا كان في رجل خلة رائعة فانتظروا أخواتها). (نهج البلاغة: 4 / 103).
ومعناه أنه إن كان فيه صفة سيئة فانتظروا أخواتها أيضا، لأن صفات الإنسان الرائعة والعائبة، مجموعات أو عوائل مترابطة.
ومن عائلة الجرأة على حرمة المراجع والعلماء، الجرأة على حرمات بقية الناس! ومن عائلة الاعتداء على حرمات الناس المعنوية، إمكانية الاعتداء على حرمات وجودهم، وارتكاب سفك دمائهم.
إن من أصعب امتحانات الله تعالى للإنسان أن يمتحنه بخصم يخالفه الرأي ويعمل ضده، ومع ذلك يوجب عليه أن يحفظ دمه وعرضه وغيبته، إلا في موضوع ظلامته فيجيز له أن يجهر بها: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما) (النساء: 148) هنا يمكننا أن نفهم حقيقة الشخص بأن ندرس تعامله مع خصمه، خاصة في المسائل السياسية، فنعرف أنه متدين، أو فاسق، أو مجرم!
أما صاحب الدين فيقف عند حدود الله تعالى ولا يتعداها، وقليل ما هم!
وأما الفاسق فيطلق العنان للسانه وعمله لكن إلى مادون القتل وسفك الدم!
وأما المجرم فلا يقف في خصومته عند حد، بل هو مستعد لأن يسفك دم خصمه، ودم من يتصل به!!
وإذا وصل أمر الإنسان إلى القتل بغير حق، فقد خرج من الدين ومن الإنسانية، وصار وحشا مفترسا، لكنه مع الأسف بصورة (إنسان متدين)!!