حتى الفتات منها، إن كان عنده فتات.. ففتاته خير من كل خبزنا!
أجل، ما دام ثبت لنا بالنص القطعي وبدليل العقل القطعي، أن الله تعالى قد اختار، فقد انتهى الأمر، وانحسمت القضايا، وبدأ ما يجب علينا!
وأول ما علينا أن نرضى بالذي اختاره رب العالمين وجعله علينا إماما، ونحبه، ثم نفهمه، ونصغي اليه ونطيعه مهما كلفنا ذلك، ثم لا نلتفت إلى من خالفه كائنا من كان شخصه، وكائنا ما كان موقعه، فكل شخص مقابله وكل مقام بعد الذي اختاره الله رب العالمين، هوى وهواء وهباء!
المعصوم، ليس قضية صغيرة، بل هو أكبر قضية عملية للأمة بعد نبيها!
إمام مفتوحة له نوافذ الغيب، مهدي من ربه، يملك الخريطة للبشرية، وليس كمن أضاعوا قضية خلقهم، وخريطة طريقهم، أو ضاعوا فيها!
الإمام عالم يملك العلم القطعي، وليس كعلماء الأرض ومفكريها، الذين جمعوا بضاعتهم من الظنون والاحتمالات، وقليل قليل منها اليقين!
كثيرا ما كنت أفكر كيف لم نهتم بفهم شخصية المعصوم عليه السلام؟!
وكيف يمكن أن نبني فكرنا بقطع النظر عن مقامه، ونحن نعتقد أن مشروع المعصومين من عترة النبي صلى الله عليه وآله، ما زال موجودا فعلا ولم ينته بعد، فلم يتركه الله تعالى بسبب ترك الأمة له! فما زال سبحانه يقول: هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وما زال قراره تعالى أن يملأ الأرض بخاتمهم قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا، وما زال هذا الإمام موعودا من ربه الحكيم وجده المصطفى، حيا يرزق، مد الله في عمره، فهو يعمل في برنامجه مع الخضر وجنود الله في الغيب، حتى