من الضعف بحيث لم يصلوا إلى الآن إلى أن عالم الطبيعة وما وراءه يتلخص في كلمتين: من منه الوجود، ومن به الوجود.
إن هذه الحقيقة هي التي ينص عليها هذا الحديث الشريف! فالحكمة تبدأ من الله تعالى، وتنتهي بوليه الأعظم صلوات الله عليه، وهذا هو ما قلناه مرارا: ما منه الوجود، وما به الوجود، وشرحه لا يتسع له مجلسنا هذا.
ما يتسع له المجال اليوم فهم هذا الحديث الشريف عن الإمام الباقر عليه السلام قال: من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية، ومن مات وهو عارف لإمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر، ومن مات وهو عارف لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه. (الكافي: 1 / 371) (2). فليتأمل أصحاب الفكر في هذا الحديث: من مات وهو عارف لإمامه.. فإنه بهذه المعرفة يصل إلى الإمام النقطة النهائية في الوجود، ويكون معه في فسطاطه أي في خيمة الإمام الخاصة؟! هذه معرفة الإمام عليه السلام!
وهذه المعرفة تحتاج إلى أصول ثلاثة، نشرع في بيانها ما اتسع الوقت!
فالموضوع هو إمام الزمان عليه السلام وفي هذه الكلمة عنوان ومعنون، معنون بجنبة عمومية وجنبة خصوصية. فعندما يعرف الإنسان إمام زمانه، تحصل له بالدرجة الأولى معرفة الإمامة ما هي، ثم معرفة من هو الإمام بعنوانه العام، ثم من هو إمام الزمان بصفة خاصة.
أما ما هي الإمامة؟ فهي مفهوم سام في علوه، بحيث لا يمكن للإنسان أن يعرف معنى كلمة الله العليا ما هي، إلا إذا يعرف الإمامة: وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين. (سورة البقرة: 124) وقد ورد في تفسير هذه الآية من أحاديث الأئمة