مكان في كل مقام، من جبرئيل في الملأ الأعلى، إلى الإنسان العادي على كرتنا الأرضية، إنما يأتي ببركتهم صلوات الله عليهم.
قيل الكثير في الإمام المهدي عليه السلام، وما قيل وما سيقال، إنما هو ألف باء في سفر مقام قائم آل محمد صلوات الله عليه.
وما قيمة ما قيل ويقال أمام قول الله تعالى لنبيه في الإمام المهدي في حديث المعراج: وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي، وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي، وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا، وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي، وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي، وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي، وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني، ذلك وليي حقا، ومهدي عبادي صدقا). (2) فتأملوا من هو القائل؟ الله عز وجل. ومن المخاطب؟! سيد الكائنات والشخص الأول في العالم صلى الله عليه وآله. ومن هو موضوع الكلام؟! الإمام المهدي الموعود أرواحنا فداه.
وتأملوا متى كان زمان الخطاب؟ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير. وأين كان مكان الخطاب؟: ثم دنا فتدلى. فكان قاب قوسين أو أدنى (سورة النجم: 8 - 9) حيث لا يصل إليه ملك مقرب ولا نبي مرسل!
إن هذا المديح الإلهي يشتمل على عشرة مطالب، يعلم عمقها قائلها تبارك وتعالى، ويفهمها سيد رسله الذي خاطبه بها صلى الله عليه وآله، أما نحن فإن استطعنا أن نعالج بأفهامنا عبارة واحدة منها فهو أمر كبير! وأنى لنا بأعماقها وحقائقها ولطائفها؟!
قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله: وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي