تقول كجدك المصطفى: لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله. (سورة الأعراف: 188) لكنا نعتقد أن ما استثناه تعالى بقوله إلا ما شاء الله، هو الكثير الكثير، فقد جعلكم واسطة فيضه وعطائه لخلقه، فحيثما كان عطاء إلهي فأنت موجود، وحيثما كان فعل إلهي فأنت وسيلته.. فالنفس الذي نتنفسه من الله تعالى بكم، والنظر الذي ننظر به من الله تعالى بكم، والخطوة التي نخطوها من الله بكم!
نحن نعتقد أنك لا تملك من نفسك شيئا، لكنك تملك بالله عظيم ما ملكك! فأنتم أهل البيت، وأنت يا إمام العصر: رحمة الله الواسعة التي وسعت كل شئ! وخير لنا أن نصمت عن مديحكم ونتركه لمن هو أكفأ منا، فإنما أردنا هذا اليوم أن نفهم أننا مقصرون جاهلون عاجزون، وأن نطلب العذر لتقصيرنا.
نحن بهذا الحديث عنك نعرض أنفسنا أمامك، لعلك تتفضل علينا بنظرة.
أخبرني أحد الأشخاص الكبار الذين أثق بهم، أنه سمع أنه توجد رياضة خاصة من يفعلها يستطيع أن يرى واقعة كربلاء كما هي في يومها! وهذا أمر يتفق مع الكشوف العلمية التي تؤكد أن الأحداث والوقائع في الأرض محفوظة في عالم أثيري خاص، وأنه يمكن للروح أن تتصل بها وتراها!
قال: لكنه لم يمكنه مشاهدة جميع وقائع عاشوراء، فهناك مقطع نحو ثلاث ساعات غير قابل للمشاهدة لأحد، من حين هوى الإمام الحسين عليه السلام من على ظهر جواده إلى أن جمع النبي صلى الله عليه وآله دمه فصعد به وجعله على أسطوانة العرش، فهو يهتز إلى يوم القيامة! هذا المقطع غير قابل للرؤية!
هذا هو الصبر الذي نتجت عنه الإمامة الكبرى، وهو نفسه صبر صاحب الزمان أرواحنا فداه، الذي يرى هذا المشهد كل يوم صباحا ومساء!
إن حياته عليه السلام كلها امتحان، وقد ورد أنه يوجد عنده في البيت الذي يسكن