فيهم من جعل الله تعالى. وإذا كان هذا حال مطلق الإمامة، فكيف بالإمامة المطلقة بعد خاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه وآله؟!
إن إمامة أئمتنا المعصومين عليهم السلام وإمامة صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه إمامة مطلقة، وليست مطلق إمامة، والفرق بينهما كبير.
المبحث الثاني: وجعلنا منهم أئمة.. ومن هنا للتبعيض، فالذين يصلحون لهذا المنصب الإلهي هم بعض المؤمنين مع الرسل، وليسوا كلهم.
والمبحث الثالث: في بيان أصل الإمامة.
والمبحث الرابع: في بيان فرع الإمامة. فما هو أصل الإمامة، وما هو فرعها؟
أما أصل الإمامة فهو: لما صبروا. وأما فرعها فهو: يهدون بأمرنا. وهذا هو إعجاز القرآن! فإعجاز الفصاحة والبلاغة فيه إعجاز لفظي، ولكن إعجازه لكبار المفكرين من العلماء أنه في آية واحدة بل في جزء من آية، يقدم العجائب! وهو هنا يوجب على الباحث أن يفهم معنى الصبر أولا، ثم يفهم معنى الهداية، ثم يفهم معنى الأمر في الآية، ثم يفهم معنى الهداية بالأمر!
أما الصبر فهو في اللغة حبس النفس، وهو مقولة نسبية متفاوتة المراتب، أو مشككة بالتعبير المنطقي، وهو الجذر والطريق لوصول الإنسان إلى مستويات عالية من الكمال الإنساني، فبالصبر وصل كبار الأنبياء والأئمة عليهم السلام إلى أن تكون عوالم الكون في قبضة يدهم!
لو كنا نفهم هذا الطريق، لو أن أحدا ربانا عليه لما كنا اليوم في مستوانا هذا!
يبدأ الصبر بقلة الكلام، فانظروا في روايات الحث على قلة الكلام والنهي عن كثرته! وتعلموا أن تحفظوا أنفسكم بالصبر عن الكلام، لتروا أثره!
إن كبار المفكرين والعلماء والمرتاضين في جهاد النفس، إنما بلغوا ما