وقال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى: هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، أظهر بعد ذلك؟ قالوا: نعم، قال: كلا، فوالذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية إلا وينادى فيها بشهادة أن لا إله إلا الله، بكرة وعشيا). انتهى. (مجمع البيان: 5 / 280) (3) وبهذا يتضح معنى المعرفة بالنورانية، وأن الإمام المهدي نور الله الأعظم في أرضه. صلوات الله عليه وعلى آبائه المعصومين.
إن على كل فرد منكم أن يتوجه بفكره وقلبه إلى الإمام المهدي أرواحنا فداه، ويسعى لأن يتصل قلبه بشعاعه المبارك، فلو أن شعاعا منه مس عقولنا، لأحدث فينا تحولا كبيرا.
صلوات الله عليك يا مولاي يا صاحب العصر والزمان.. أي وجود خصك الله به، تعجز عقولنا عن فهمه، وتعيا ألسنتنا عن وصفه؟!
لقد جعلك الله نوره، وعبر عنك بتعبيرين، فأضافك مرة إلى اسمه الظاهر ومرة إلى اسمه المضمر فقال تعالى: يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون. فمن الخصائص الذاتية للإضافة أن المضاف يكتسب معرفته وخصائصه من المضاف إليه، وكلما كان المضاف اليه أعلى درجة كان حيث التعريف في المضاف أعلى!
وفي الإضافتين المظاهرة والمضمرة بحث عميق، تكمن فيه معرفة الإمام صاحب الزمان عليه السلام فالإضافة الأولى هي الظاهرة لمرحلة ظهوره: ليطفئوا نور الله، والثانية المضمرة لمرحلة غيبته عليه السلام: والله متم نوره، فهو عليه السلام مظهر اسم الله الظاهر، ومظهر اسمه الباطن، فهو نور الله الذي لا يطفى، وفيه جمع الله الغيب والشهود، ونحن الآن في عصر غيبته، حتى يأذن الله بظهور نوره فيه، فيتكئ على ركن الكعبة ويخطب، ويبدأ نور الله مرحلة الظهور المقدسة.