(إن الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرفه بها، وأشاد بها ذكره، فقال.....
ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال... فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها الله تعالى النبي صلى الله عليه وآله فقال جل وتعالى....
فكانت له خاصة فقلدها صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان، بقوله...
فهي في ولد علي عليه السلام خاصة إلى يوم القيامة، إذ لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله، فمن أين يختار هؤلاء الجهال؟!).
فالإمامة إذن مقام خص الله به إبراهيم عليه السلام، ولا بد من فهم الذي خص، والمخصوص، والمخصوص به! فالذي خص بالإمامة هو الله سبحانه، باسمه الجامع لجميع صفات الكمال.
والمخصوص بها إبراهيم عليه السلام، وقد استحق هذا العطاء العظيم بعد أن وصل إلى مقام النبوة، ثم إلى مقام الخلة! ومقام النبوة هنا هو مقام النبوة الإبراهيمية الذي يبدأ بقوله تعالى وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين (سورة الأنعام: 75) فبعد أن رأى إبراهيم باطن الملك والملكوت صار نبيا، ثم عبر درجة الملك والملكوت فوصل إلى الدرجة الثانية، درجة الخلة: ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا (سورة النساء: 125) ثم امتحنه الله تعالى بما يمتحن خاصة أنبيائه، فبلغ مرحلة الإمامة! قال الله تعالى: وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما. قال ومن ذريتي؟ قال لا ينال عهدي الظالمين. (سورة البقرة: 124)