كانت شخصيته وسلوكه: قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم. (سورة المائدة: 15 - 16) فما لم يتبع رضوان ربه، لا يجد الطريق إلى سبل السلام! وأين تنتهي به سبل السلام؟ هذا بحث آخر!
في هذا اليوم نستفيد من هذا الدعاء لمعرفة الإمام عليه السلام معرفة ابتدائية، فواظبوا عليه جميعا وأوصوا الناس أن يقرؤوه بعد صلاة الصبح.
وعندما تقرؤونه وجهوا فكركم القوي الذي توجهونه إلى المباحث العلمية العميقة فتفهمونها، وجهوه إلى دقائق هذا الدعاء ولطائفه.
هذا الدعاء كنز معرفة، وكل أدعية أهل البيت عليهم السلام كذلك، وقد رواه السيد ابن طاووس وغيره مرسلا ومسندا، وإن كانت مضامينه الغنية تغنيه عن الحاجة إلى بحث سنده، فبحث السند كما يعرف أهله، نحتاج اليه عندما لا يكون عندنا دليل على أن هذا الكلام صادر من أهل بيت الوحي عليهم السلام.
فاستمعوا بدقة لما يقوله: (اللهم رب النور العظيم، ورب الكرسي الرفيع، ورب البحر المسجور، ومنزل التوراة والإنجيل والزبور، ورب الظل والحرور، ومنزل الفرقان العظيم، ورب الملائكة المقربين، والأنبياء والمرسلين.
اللهم إني أسألك بوجهك الكريم، وبنور وجهك المنير، وبملكك القديم، يا حي يا قيوم، أسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات والأرضون، يا حي قبل كل حي، يا حيا بعد كل حي، يا حيا لا إله إلا أنت.
اللهم بلغ مولانا الإمام الهادي المهدي، القائم بأمر الله، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين، في مشارق الأرض ومغاربها، وسهلها وجبلها، وبرها وبحرها، عني وعن والدي وعن المؤمنين، من الصلوات زنة عرش الله، وعدد كلماته، وما أحاط به علمه، وأحصاه كتابه..). (المزار لابن المشهدي ص 663) (1)