قال: ثم قال: يا يزيد إنها وديعة عندك فلا تخبر إلا عاقلا، أو عبدا امتحن الله قلبه للإيمان، أو صادقا. ولا تكفر نعم الله تعالى، وإن سئلت عن الشهادة فأدها، فإن الله تعالى يقول: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها (سورة النساء: 58) وقال الله عز وجل: ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله (سورة البقرة: 140) فقلت: والله ما كنت لأفعل هذا أبدا. قال: ثم قال أبو الحسن عليه السلام: ثم وصفه لي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: علي ابنك، الذي ينظر بنور الله، ويسمع بتفهيمه، وينطق بحكمته، يصيب ولا يخطئ، ويعلم ولا يجهل، وقد ملئ حكما وعلما، وما أقل مقامك معه، إنما هو شئ كأن لم يكن، فإذا رجعت من سفرك فأصلح أمرك، وافرغ مما أردت فإنك منتقل عنه، ومجاور غيره، فاجمع ولدك وأشهد الله عليهم جميعا، وكفى بالله شهيدا. ثم قال: يا يزيد إني أوخذ في هذه السنة، وعلي ابني سمي علي بن أبي طالب عليه السلام وسمي علي بن الحسين عليه السلام أعطي فهم الأول وعلمه، ونصره وردائه، وليس له أن يتكلم إلا بعد هارون بأربع سنين، فإذا مضت أربع سنين فاسأله عما شئت، يجبك إن شاء الله تعالى).
* *