والرحمن والرحيم.. الخ. إنه أمر يتحير العقل في تفهمه واستيعابه!
. * * تعرف قيمة الكلام من نفس الكلام، وتعرف أيضا من شخصية قائله، فكيف إذا كانت درجة الكلام بعد كلام الله تعالى وقائله رسول الله صلى الله عليه وآله؟
وهذا الكلام الذي سأذكره قاله رسول الله صلى الله عليه وآله لولده الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام في وصف ولده الإمام علي الرضا عليه السلام.. واستيعابه يحتاج إلى تفكير طويل، لكنا نأمل في هذه الدقائق أن نفهم منه شيئا!
قال الإمام الكاظم عليه السلام: (ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام وأمير المؤمنين عليه السلام معه، ومعه خاتم وسيف وعصا وكتاب وعمامة، فقلت له: ما هذا؟ فقال: أما العمامة فسلطان الله تعالى عز وجل، وأما السيف فعزة الله عز وجل، وأما الكتاب فنور الله عز وجل، وأما العصا فقوة الله عز وجل، وأما الخاتم فجامع هذه الأمور. ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله والأمر يخرج إلى علي ابنك.... ثم قال أبو الحسن عليه السلام: ثم وصفه لي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: علي ابنك، الذي ينظر بنور الله، ويسمع بتفهيمه، وينطق بحكمته، يصيب ولا يخطئ، ويعلم ولا يجهل، وقد ملئ حكما وعلما، وما أقل مقامك معه، إنما هو شئ كأن لم يكن، فإذا رجعت من سفرك فأصلح أمرك، وافرغ مما أردت فإنك منتقل عنه، ومجاور غيره، فاجمع ولدك وأشهد الله عليهم جميعا، وكفى بالله شهيدا). (2) علي ابنك، الذي ينظر بنور الله... إن كل واحدة من هذا الكلمات في صفات الإمام الرضا عليه السلام تحير العقول! فدققوا فيها وافهموا منها لقب: سراج الله!
وأعلى هذه الصفات قوله صلى الله عليه وآله: يصيب ولا يخطئ، ويعلم ولا يجهل.. فلم يكتف صلى الله عليه وآله بالإثبات حتى ضم اليه النفي، وختمه بصفة بليغة: وقد ملئ حكما وعلما! فهذه الجملة يصعب إدراكها، لأن من يعرف واقع تكوين الإنسان