وأنه (بناء) مهما استوعب من العلم لا يمتلئ، ومهما استوعب من الحكمة والكمالات العملية لا يمتلئ! وأن الإنسان منهوم علم لا يشبع، وطالب كمال لا يقنع، حسب ما يفهمه لنفسه من الكمال!
أما الإنسان الذي يمتلئ علما فلا من مزيد، ويمتلئ كمالا وحكمة فلا من مزيد، فهو سراج الله في خلقه، وهو علي بن موسى الرضا عليه السلام!
فكيف نتصور أننا قد فهمنا الإمام الرضا عليه السلام؟!!
كيف ندعي أنا عرفنا الإمام الرضا عليه السلام الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله لمن ذكر اسمه: قل: صلى الله عليه، قل صلى الله عليه، قل صلى الله عليه؟!
كيف عرفنا أي تربة دفن فيها، ومن الذي ثوى فيها، وأي روضة من رياض الجنة في ذلك البستان النبوي العظيم؟!!
قال الصدوق قدس سره في عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1 / 313: (حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى المعاذي النيسابوري قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي البصري المعدل قال: رأى رجل من الصالحين فيما يرى النائم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله من أزور من أولادك؟ فقال صلى الله عليه وآله: إن من أولادي من أتاني مسموما، وإن من أولادي من أتاني مقتولا! قال فقلت له: فمن أزور منهم يا رسول الله، مع تشتت مشاهدهم، أو قال أماكنهم؟ قال صلى الله عليه وآله: من هو أقرب منك، يعني بالمجاورة وهو مدفون بأرض الغربة. قال: فقلت يا رسول الله تعني الرضا؟ فقال صلى الله عليه وآله:
قل صلى الله عليه، قل صلى الله عليه، ثلاثا). انتهى صلى الله عليه عدد ما في علم الله، صلاة دائمة بقوام ملك الله.
* *