ألف حجة ثم قال: رب حجة لاتقبل. ومن زاره أو بات عنده ليله كمن زار الله تعالى في عرشه قلت: كمن زار الله في عرشه؟ قال: نعم إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله تعالى أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين، فأما الأولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، وأما الأربعة الآخرون فمحمد وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم، ثم يمد المطمار فتقعد معنا زوار قبور الأئمة. ألا إن أعلاهم درجة وأقربهم حبوة زوار قبر ولدي علي. قال مصنف هذا الكتاب رحمة الله عليه: معنى قوله عليه السلام: كان كمن زار الله تعالى في عرشه ليس بتشبيه، لأن الملائكة تزور العرش وتلوذ به وتطوف حوله، وتقول نزور الله في عرشه كما نقول: نحج بيت الله ونزور الله، لأن الله تعالى ليس بموصوف بمكان، تعالى عن ذلك علوا كبيرا).
. * * (2) في عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1 / 294: (حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهما قالا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: دخل دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله علي موسى الرضا عليه السلام بمرو فقال له: يا بن رسول الله إني قد قلت فيك قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك. فقال عليه السلام: هاتها، فأنشده:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات...
فلما بلغ إلى قوله:
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات بكى أبو الحسن الرضا عليه السلام وقال له: صدقت يا خزاعي.
فلما بلغ إلى قوله:
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات جعل أبو الحسن عليه السلام يقلب كفيه ويقول: أجل والله منقبضات!
فلما بلغ إلى قوله:
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي قال الرضا عليه السلام: آمنك الله يوم الفزع الأكبر.