ثم إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام حين أخذ الطير فقطعهن قطعا، ثم وضع على كل جبل منهن جزء، ثم ناداهن فأقبلن سعيا إليه.
ثم موسى بن عمران عليه السلام وأصحابه السبعون الذين اختارهم صاروا معه إلى الجبل فقالوا له: إنك قد رأيت الله سبحانه فأرناه، فقال لهم إني لم أره فقالوا: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة (سورة البقرة: 55) فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم وبقي موسى وحيدا فقال: يا رب اخترت سبعين رجلا من بني إسرائيل فجئت بهم، وأرجع وحدي فكيف يصدقني قومي بما أخبرهم به؟! فلو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا (سورة الأعراف: 155) فأحياهم الله عز وجل من بعد موتهم.
وكل شئ ذكرته لك من هذا لا تقدر على دفعه، لأن التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قد نطقت به. فإن كان كل من أحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص والمجانين، يتخذ ربا من دون الله، فاتخذ هؤلاء كلهم أربابا!! ما تقول يا يهودي؟!
فقال الجاثليق: القول قولك، ولا إله إلا الله.
ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال: يا يهودي أقبل علي أسألك بالعشر الآيات التي أنزلت على موسى بن عمران عليه السلام هل تجد في التوراة مكتوبا بنبأ محمد صلى الله عليه وآله وأمته: إذا جاءت الأمة الأخيرة أتباع راكب البعير يسبحون الرب جدا جدا تسبيحا جديدا في الكنائس الجدد، فليفرغ بنو إسرائيل إليهم وإلى ملكهم، لتطمئن قلوبهم، فإن بأيديهم سيوفا ينتقمون بها من الأمم الكافرة في أقطار الأرض! أهكذا هو في التوراة مكتوب؟
قال رأس الجالوت: نعم إنا لنجده كذلك.
ثم قال للجاثليق: يا نصراني كيف علمك بكتاب شعيا عليه السلام؟
قال: أعرفه حرفا حرفا.
قال لهما: أتعرفان هذا من كلامه: يا قوم إني رأيت صورة راكب الحمار لابسا جلابيب النور، ورأيت راكب البعير ضوؤه مثل ضوء القمر!
فقالا: قد قال ذلك شعيا عليه السلام.
قال الرضا عليه السلام: يا نصراني هل تعرف في الإنجيل قول عيسى عليه السلام: إني ذاهب إلى ربكم