خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات بكى الرضا عليه السلام بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام؟ ومتى يقوم؟ فقلت: لا يا سيدي، إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملؤها عدلا، فقال: يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم، المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره. لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملؤها عدلا كما ملئت جورا وظلما. وأما متى؟ فإخبار عن الوقت، ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال: مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة (سورة الأعراف: 187).
. * * (3) في عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1 / 216: (حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال: حدثني أبي قال: حدثنا أحمد بن علي الأنصاري عن الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوما وعنده علي بن موسى الرضا عليه السلام وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة، فسأله بعضهم فقال له:
يا بن رسول الله بأي شئ تصح الإمامة لمدعيها؟ قال عليه السلام: بالنص والدليل.
قال له: فدلالة الإمام فيما هي؟ قال عليه السلام: في العلم واستجابة الدعوة.
قال: فما وجه إخباركم بما يكون؟ قال عليه السلام: ذلك بعهد معهود إلينا من رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال: فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس؟ قال عليه السلام له: أما بلغك قول الرسول صلى الله عليه وآله: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله؟ قال: بلى.
قال عليه السلام: وما من مؤمن إلا وله فراسة ينظر بنور الله على قدر إيمانه ومبلغ استبصاره وعلمه، وقد جمع الله للأئمة ما فرقه في جميع المؤمنين وقال عز وجل في محكم كتابه: إن في ذلك لآيات للمتوسمين (سورة الحجر: 75) فأول المتوسمين رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أمير المؤمنين عليه السلام من بعده، ثم الحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين عليهم السلام إلى يوم القيامة.