بيوتكم! (الكافي: 4 / 577، وكامل الزيارات ص 366، من زيارة الإمام الحسين عليه السلام) إن هذه القصة من الرحمة الرحمانية للمأمون، ومن مفردات إتمام الحجة على هذا العفريت المستكبر الذي يعبد نفسه ولا يعبد ربه، ولا شغل له بالله ورسوله صلى الله عليه وآله ولا بالإسلام والقرآن، ولا بالإمام الرضا عليه السلام وعلمه الرباني، إلا بقدر أن تلد له جاريته الزاهرية المفضلة ولدا جميلا! وكذلك هي حقيقة الطغاة!
المرحوم الشيخ حبيب الله گلپايگاني، شخصية معروفة عند كبار علماء گلپايگان، وهو من الأولياء، وإن لم يكن من الأوتاد، فهو من الأبدال.
كنت بخدمته في عودتي ذات مرة من النجف الأشرف، وسألته عن القصة التالية فنقلها لي، وهي مفصلة، خلاصتها: سألته: ما هي قصتك حتى أنك تمسح بيدك على مكان الوجع فيشفيه الله تعالى؟
قال: مرضت في مشهد الإمام الرضا عليه السلام ونقلوني إلى المستشفى، وبعد يوم من معالجتي واشتداد مرضي، تغيرت حالتي فأدرت وجهي إلى قبة الإمام الرضا عليه السلام وقلت له: سيدي كنت لمدة أربعين سنة أول شخص يدخل حرمك الشريف ويزورك!
(وقد صدق قدس سره فقد رأيته يوم كنا في مدرسة في مشهد اسمها مدرسة الحاج حسن، وكان رحمه الله مسؤولا عن الطلبة وله غرفة في المدرسة، رأيته في شتاء خراسان القارس يذهب قبل الفجر تحت هطول الثلج، ويفرش سجادته في الإيوان خلف باب حرم الإمام الرضا عليه السلام ويصلي صلاة الليل، حتى يفتحوا الباب قرب الفجر، فيكون أول داخل إلى الحرم الشريف).
قال رحمه الله: قلت للإمام كنت في خدمتك هكذا أربعين سنة فهل تتركني الآن؟!
قال رحمه الله: كنت في اليقظة ولم أكن نائما ولا ساهيا، فرأيت عالما آخر، بستانا