وجعلته في أصبعه وقلت: مرني بأمرك أنته إلى ما تأمرني به. والله إنه لو فعل لفعلت، ولكن لعن الله حمزة ومحمدا ابني جعفر فإنهما قتلاه، والله ما فعلت ولا أمرت ولا دسست، وقد أمرت بقاتليه فقتلا سرا. ثم بكى، وأبكاني، وكان حمزة ومحمد من بني العباس).
* * ويناسب هنا أن نذكر نماذج من تاريخ المأمون بأقلام محبيه، لنعرف أنه عفريت داهية، خبيث الخطط، مسرف في سفك دماء المسلمين وأموالهم:
ففي سير أعلام النبلاء للذهبي: 10 / 284: (ثم في سنة إحدى ومئتين جعل المأمون ولي عهده عليا الرضا، ولبس الخضرة.... فسار (المأمون) من مرو إلى سرخس، فشد قوم على الفضل (وزيره) فقتلوه في حمام في شعبان سنة اثنتين ومئتين عن ستين سنة، فجعل المأمون لمن جاء بقاتليه عشرة آلاف دينار، وكانوا أربعة من مماليك المأمون، فقالوا: أنت أمرتنا بقتله! فأنكر وضرب أعناقهم)!!
وفي تاريخ الطبري: 7 / 178: (ووافى المأمون في وقت العشاء وذلك في شهر رمضان من سنة 210 فأفطر هو والحسن والعباس، ودينار بن عبد الله قائم على رجله حتى فرغوا من الإفطار وغسلوا أيديهم، فدعا المأمون بشراب فأتى بجام ذهب، فصب فيه وشرب، ومد يده بجام فيه شراب إلى الحسن فتباطأ عنه الحسن، لأنه لم يكن يشرب قبل ذلك، فغمز دينار بن عبد الله الحسن فقال له الحسن: يا أمير المؤمنين أشربه بإذنك وأمرك؟ فقال له المأمون لولا أمري لم أمدد يدي إليك، فأخذ الجام فشربه.
فلما كان في الليلة الثانية جمع بين محمد بن الحسن بن سهل والعباسة بنت الفضل ذي الرئاستين، فلما كان في الليلة الثالثة دخل على بوران وعندها حمدونة وأم جعفر وجدتها، فلما جلس المأمون معها نثرت عليها جدتها ألف درة كانت في صينية ذهب فأمر المأمون أن تجمع وسألها عن عدد ذلك الدر كم هو فقالت ألف حبة...
وجمع المأمون ذلك الدر في الآنية كما كان فوضع في حجرها وقال هذه نحلتك، وسلي حوائجك...