الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا (سورة الأحزاب: 36) وقال: ما لكم كيف تحكمون. أم لكم كتاب فيه تدرسون. إن لكم فيه لما تخيرون. أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون. سلهم أيهم بذلك زعيم. أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين (سورة القلم: 36 - 41) وقال عز وجل: أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا (سورة النساء: 82)، أم طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون؟! أم قالوا سمعنا وهم لا يسمعون. إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون (سورة الأنفال: 21 - 23) أم قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين (سورة البقرة: 93) بل هو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (الجمعة: 4) فكيف لهم باختيار الإمام؟! والإمام عالم لا يجهل، وراع لا ينكل، معدن القدس والطهارة، والنسك والزهادة، والعلم والعبادة، مخصوص بدعوة الرسول صلى الله عليه وآله ونسل المطهرة البتول، لا مغمز فيه في نسب، ولا يدانيه ذو حسب، في البيت من قريش (في تحف العقول: فالبيت من قريش) والذروة من هاشم، والعترة من الرسول صلى الله عليه وآله والرضا من الله عز وجل، شرف الأشراف، والفرع من عبد مناف، نامي العلم، كامل الحلم، مضطلع بالإمامة، عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر الله عز وجل، ناصح لعباد الله، حافظ لدين الله.
إن الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان، في قوله تعالى: قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون (يونس: 35)، وقوله تبارك وتعالى: يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا (البقرة: 269)، وقوله في طالوت: (إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم) (البقرة: 247)، وقال لنبيه صلى الله عليه وآله: وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما (النساء: 113)