أبينا إبراهيم عليه السلام وبين الله تعالى، ويستحق منصب الإمامة الإلهية! ولا يمكن أن يستحقه أحد إلا إذا كان: واحد دهره!
إن موضوع الإمامة عميق وواسع، فعليه يتوقف تحقيق الغرض من خلق الله تعالى للإنسان، بل من كل الخلق، وما لم يكن الإمام في نظام الوجود، فإن الغرض من خلق الخلق لا يتم.
والناس كما قال صلى الله عليه وآله: معادن، فلابد أن يتم تبلور معادنهم بإشراقة الإمام عليه السلام، فهو للناس ضرورة كضرورة الشمس للمعادن في الأرض. قال صلى الله عليه وآله: (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، فمن كان له في الجاهلية أصل فله في الإسلام أصل). (الكافي: 8 / 177 عن الإمام الصادق عليه السلام. ورواه مسلم: 8 / 41 بلفظ: الناس معادن كمعادن الفضة والذهب خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا).
إن الأمر الذي سبب عدم فهم المسلمين والبشرية للإمامة هو الانحراف الخطير الذي وقعت فيه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله فأطاعت من انحرف بمسيرة الإسلام عن مسارها الرباني بقيادة الإمام المعصوم عليه السلام! فقد أقصت الأمة مع الأسف الإمام الذي عينه لها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وعزلته عن قيادتها، وأسلمت نفسها إلى أشخاص تقمصوا الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وآله، قام أمرهم ووجودهم وأفعالهم وأقوالهم على غير العلم والحق! وهذا هو السبب الذي أوصل الأمة إلى مهاوي الضلال والضياع والضعف، وجعلها لا تعرف مقام الإمام ومهمته الربانية في مسيرتها!
أنتم تعرفون المأمون العباسي من هو؟! فاقرؤوا عنه هذه القصة التي يرويها الصدوق أعلى الله مقامه عن عبد الله بن محمد الهاشمي قال: (دخلت على المأمون يوما فأجلسني وأخرج من كان عنده، ثم دعا بالطعام فطعمنا ثم طيبنا، ثم