من كان عالما بشريعتنا.. ثم أخرج الناس من جهالتهم إلى نور علمنا، فما هو جزاؤه؟ ما جزاء تبليغكم في عاشوراء وغيرها، إن أتقنتموه؟
إن إتقانه بثلاثة أمور:
أن تعلموهم خيرا.
وأن تكسروا قفل الجهل عن ضعفاء شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله.
وأن تدفعوا شبهات أهل الريب التي يلقونها في قلوب الشيعة.
ولا بد أن تؤدوا هذه الأمور الثلاثة مستضيئين بنور علمهم عليهم السلام. وعند ذلك يكون جزاؤكم عندما تبعثون للمحشر أن يضع الله تعالى على رأس الواحد منكم تاجا: من نور، يضئ لجميع أهل العرصات! والجزاء أيضا: حلة لا تقوم لأقل سلك منها الدنيا بحذافيرها! هذا واجبكم في عاشوراء.
والمطلب الثاني: أن تفهموا الناس ما هي عاشوراء؟ ومن هو صاحب عاشوراء؟ ونقصد بذلك قدر استطاعتنا من الفهم، وإلا فلا يمكن أن ندعي أننا نفهم عاشوراء وصاحب عاشوراء صلوات الله عليه، لا أنا ولا أنتم ولا ملايين من أمثال الشيخ الأنصاري، والطوسي، والعلامة، أعلى الله مقامهم.
إنها قضية بلغت من أهميتها وعظمتها أن الإنسان مهما زاد تبحره في المعقول والمنقول، لم يرجع من الغور فيها إلا بالإكبار والحيرة والذهول!
وأكتفي بعدة كلمات من مصادر الخاصة والعامة المتقنة، لتعرفوا أن قضية الإمام الحسين عليه السلام فوق الوصف والتقرير! بل إن ذلك الغلام الأسود الذي استشهد معه، فوق وصفنا وبياننا! لأنه بلغ مقاما أن سيد المرسلين وخاتم النبيين يحضر من عالمه الأعلى بنفسه فيحفر له قبره ويدفنه!