ارجعون، لعلي أعمل صالحا فيما تركت)!
مجئ عاشوراء، وقول عاشوراء أمر سهل.. لكن المهم فهم معناها.. ما هي عاشوراء، وكيف يجب أن نستفيد منها؟
إن من يوفقهم الله تعالى - ورزق التوفيق ليس نصيب كل أحد - فيسجلون أسماءهم هذه السنة في دفتر سيد الشهداء عليه السلام، ينبغي لهم أن يفهموا جيدا ويستوعبوا جيدا هاتين الكلمتين: التفقه والإنذار.
إن كل ما قلناه حاشية، ويبقى المتن، فالكلام عن عاشوراء لو تضمن كل شئ لكنه بدون ذكر سيد الشهداء عليه السلام لا ملح فيه.
أما متن هذا الكلام الحكيم وملحه فنفهمه من الحديث الشريف التالي، وسنده صحيح، ففي الكافي: 4 / 258: (عن معاوية بن عمار قال: لما أفاض رسول الله صلى الله عليه وآله تلقاه أعرابي بالأبطح فقال: يا رسول الله إني خرجت أريد الحج فعاقني، وأنا رجل ميل، يعني كثير المال، فمرني أصنع في مالي ما أبلغ به ما يبلغ به الحاج. قال فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبي قبيس فقال: لو أن أبا قبيس لك زنته ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله، ما بلغت ما بلغ الحاج). انتهى.
هذا الحج الذي لا يبلغ ثوابه من أنفق جبلا من ذهب، والذي ورد في ثوابه أنه عندما يتجهز له الحاج يكتب له بكل خطوة عشر حسنات وتمحى عنه عشر سيئات.. الخ. (4).
هذا الحج يسأل عنه الإمام الصادق عليه السلام منصور بن خزرج: (كم حججت؟ قال: تسعة عشر، قال فقال: أما إنك لو أتممت إحدى وعشرين حجة، لكنت كمن زار الحسين عليه السلام)! (5).
إنه أمر محير! فعندما تحج إحدى وعشرين حجة من ذلك الحج العظيم