على الذين يذهبون إلى التبليغ في محرم أن يستوعبوا ذلك قبل أن يتشرفوا بشرف الإنذار، أن يكونوا متفقهين في الدين، يكونوا هم قد فهموا ما يعلمونه للناس، وذلك الفهم هو الإكسير الأحمر.
والكملة الثانية: أن نتيجة التفقه الإنذار.
ويكفي في فهم الإنذار ومعرفة ما تنطوي عليه كلمة (ولينذروا) أن تقرؤوا سورة المدثر.. يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر. وثيابك فطهر. والرجز فاهجر. ولا تمنن تستكثر. ولربك فاصبر.
إن المتفقه في الدين عندما يطبق التفقه وينذر قوما من الناس.. يصير مقامه من مقام الخاتمية، فيشرق على وجوده شعاع شمس وجود خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله.. فاعرفوا هذه القيمة الغالية لعمركم!
والإنذار في هذه الآية ثلاثة أقسام، إن عملتم بها فقد تم الأمر: آية محكمة، وفريضة عادلة، وسنة قائمة. (3).
فإن قمتم بهذه الأمور الثلاثة في تبليغكم في عاشوراء، فقد سجلتم أسماءكم في سجل فيه اسم إبراهيم الخليل صلى الله عليه وآله.
فواحدة منها: ترسيخ عقائد الناس، أي تبيين معارف الدين ومعالمه، وتعريف الناس بمبدأ الوجود عز وجل، ووسائط فيض الوجود عليهم السلام.
والثانية: تعليم أحكام الحلال والحرام، واجبات الشريعة ومحرماتها.
والثالثة: تهذيب النفوس وتزكية القلوب، بتعليم الأخلاق المستفادة من كلمات المعصومين عليهم السلام.
والربح لكم. والخسارة تعرف بمعرفة الربح، فاغتنموا رأس المال الذي وهبكم الله عز وجل، ولا تصرفوا أعماركم سدى، فيقول أحدنا غدا: (رب