إن الظاهر من الإنسان هو صورته وشكله، أما مضمونه ونواياه وباطنه فمن الممكن أن يكون ذئبا لكنه في ظاهره لا يختلف عن الإنسان الحقيقي!
فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون (سورة يس: 83) إن عالم الملكوت المظلوم في هذه النشأة، يأخذ حقه في النشأة الأخرى ويكون حاكما (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار) (سورة إبراهيم: 48)، فسوف ينتهي هذا الجور، وسوف يظهر المكنون إلى العلن، ويبرز المكتوم إلى الظاهر: وبرزوا لله الواحد القهار، كل شئ يبرز باطنه كما هو فيكون ظاهره وباطنه، وتنتهي حكومة الظواهر والأشكال والصور، وتحكم دولة الواقع والبواطن!!
إن آيات القرآن عجيبة في إبرازها للحقائق، ورسمها للمستقبل، ووصفها لوجوه الناس يوم القيامة على حسب سيرهم لا صورهم:
يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. (سورة آل عمران: 106) ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين. (سورة الزمر: 60) والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما! أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون. (سورة يونس: 27) ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا. (سورة الاسراء: 97) سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار (سورة إبراهيم: 50) أما وجوه المؤمنين فقال عنها عز وجل: تعرف في وجوههم نضرة النعيم. (سورة