وسبب تحيرهم أنهم لا يمكنهم الطعن في سند الحديث، لأن رجاله رجال الصحاح والطعن فيهم طعن في الصحاح كالبخاري ومسلم!
ولا يمكنهم أيضا قبول متن الحديث لأن عمر سئل عن الآية فأنكر أنها نزلت في يوم الغدير، وقال إنها نزلت قبله بأيام في حجة الوداع!
وقبول حديث أبي هريرة يعني تكذيب عمر في سبب نزول الآية، وأن ولاية علي وخلافته عليه السلام نزلت من الله تعالى وبلغها النبي صلى الله عليه وآله للمسلمين، وأن عمر هنأه وبخبخ له!
وعادة المتعصبين لعمر عندما يقعون في مثل هذا المأزق أن يخرجوا عن توازنهم، ويردوا الحديث النبوي المعارض لقول عمر بأي وسيلة، فإن لم يجدوا وسيلة ردوه (دفعا بالصدر) وهو مصطلح لمن رد الحديث بلا حجة، تشبيها له بمن يدفع أحدا بصدره!
وفي هذا الحالة يصفون الحديث بأنه منكر أو مكذوب، لأنه يخالف قول عمر!
قال السيد حامد النقوي في خلاصة عبقات الأنوار: 7 / 246: (روى حديث صوم يوم الغدير بطريق صحيح رجاله كلهم ثقات، فقد أخرج الحافظ الخطيب، عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران، عن علي بن عمر الدار قطني، عن أبي نصر حبشون الخلال، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم... الخ.).
وقال الراضي في سبيل النجاة ص 192: (فضل صوم عيد الغدير: عن أبي هريرة.... هذا يوجد في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر: 2 / 75 ح 575 و 576 و 577، شواهد التنزيل للحسكاني: 1 / 158 ح 210 و 213، الغدير: 1 / 402، تاريخ بغداد: 8 / 290 وفي بعض الروايات بدل ستين شهرا ستين سنة، كما في فرائد السمطين للحمويني: 1 / 77 ب 13، المناقب للخوارزمي).
وعدد الأميني رحمه الله في الغدير: 1 / 236، ستة عشر من علماء السنة رووا هذا الحديث: فقال: (15 - جلال الدين السيوطي الشافعي المتوفى 911، رواه في الدر المنثور: 2 / 259 من