شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ١٨ - الصفحة ٥٣٩
فأدنى عليا وفاطمة وأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم كساء ثم تلا هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. وفي رواية: اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وفي رواية أم سلمة قالت: فرفعت الكساء لا دخل معهم فجذبه من يدي فقلت: وأنا معكم يا رسول الله. فقال: أنت من أزواج رسول الله على خير.
وفي رواية لها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيتها إذ جاءت فاطمة ببرمة (بضم فسكون قدر من حجر) فيها خزيرة (بخاء معجمة مفتوحة فزاي مكسورة فتحتية ساكنة فراء ما يتخذ من الدقيق على هيئة العصيدة لكن أرق منها) فوضعتها بين يديه، فقال: أين ابن عمك وابناك؟ فقالت: في البيت.
فقال: ادعيهم. فجاءت إلى علي وقالت: أجب رسول الله أنت وابناك، فجاء علي وحسن وحسين فدخلوا عليه فجعلوا يأكلون من تلك الخزيرة تحت الكساء فأنزل الله عز وجل هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم أدرج معهم جبريل ومكائيل. وفي رواية أنه أدرج معهم بقيد نباته وأقاربه وأزواجه. وفي رواية أن ذلك الفعل كان في بيت فاطمة. وفي حديث حسن أنه ستر العباس وبنيه بملاءة ودعا لهم بالستر من النار وأنه أمن على دعائه اسكفت الباب وحول البيت ثلاثا.
وقد أشار المحب الطبري إلى أن هذا الفعل تكرر منه صلى الله عليه وسلم وبه جمع بين الاختلاف في هيئة اجتماعهم وما سترهم به وما دعا لهم به وفي المجموعين ومحل الجمع وكونه قبل نزول الآية أو بعدها.
(٥٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 ... » »»
الفهرست