يبعث رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا ".
وفي حديث آخر: " المهدي مني. يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا، ويملك سبع سنين ".
وجاء في صحيح الترمذي ج 9 طبعة سنة 1934 ص 74:
" قال رسول الله: لا تذهب الدنيا، حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ".
وفي ص 75: " قال رسول الله: يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم، حتى يلي ".
وجاء في كتاب " كنوز الحقائق " للإمام المناوي المطبوع مع كتاب " الفتح المبين " سنة 1317 ه ص 3: " أبشري يا فاطمة المهدي منك ".
هذا المهدي الذي أثبته الإمام المناوي وصحاح السنة، وكثير من مؤلفاتهم هو بالذات المهدي المنتظر الذي قالت به الإمامية، فإذا كان المهدي خرافة وأسطورة فالسبب الأول والأخير لهذه الأسطورة هو رسول الله. تعالى الله ورسوله علوا كبيرا حتى لفظ " يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا "، حتى هذه الجملة التي عابوها على الإمامية، وسخروا منها ومنهم هي بحروفها للرسول الأعظم، لا للإمامية، فإن يك من ذنب فالنبي هو المسؤول.
حاشا الله والرسول.
إن الذين يسخرون من فكرة المهدي إنما يسخرون من الإسلام، ونبي الإسلام، من حيث يشعرون أو لا يشعرون. وينطبق عليهم الحديث الذي نقله صاحب الأعيان في الجزء الرابع عن " فوائد السمطين " لمحمد بن إبراهيم الحموني الشافعي عن النبي " من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد ".
قال بعض المؤلفين: " اخترع الشيعة فكرة المهدي لكثرة ما لاقوه وعانوه من العسف والجوز، فسلوا أنفسهم، ومنوها بالمهدي الذي يملأ الأرض عدلا.
وينصفهم من الظالمين والمجرمين ".
ولو كان هذا القائل على شئ من العلم بسنة الرسول لما قال هذا، لقد تخيل