الشيعة في الميزان - محمد جواد مغنية - الصفحة ٤٥١
بنفسه وأهله وأصحابه، لأن يزيد بن معاوية لم يترك مجالا للمهادنة. وظهرت آثار علوم الإمام محمد الباقر وولده الإمام جعفر الصادق، لأن العلم في عصرهما كثر طلابه والراغبون فيه، وقد أفسح لهما المجال للتدريس وبث العلوم.
محن آل البيت:
تحدث أصحاب التاريخ والسير عن محن آل البيت وأطالوا الحديث، ووضع الشيعة فيها كتبا مستقلة سموا الكثير منها بأسماء تدل عليها، كاسم مثير الأحزان، ونفس المهموم، والدمعة الساكبة، ولواعج الأشجان، ورياض المصائب، واللهوف، ومقاتل الطالبين، وما إلى ذلك. وتكاد تتفق كلمة الباحثين القدامي والمتأخرين على أن الأمويين إنما نكلوا بآل البيت أخذا بثارات بدر وأحد، لأن محمدا وعليا قتلا في هاتين الحربين شيوخ الأمويين وساداتهم. ويستشهدون على ذلك بما تمثل به يزيد بن معاوية، عندما قتل الحسين، ووضع رأسه بين يديه:
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل لأهلوا واستهلوا فرحا، * ثم قالوا: يا يزيد، لا تشل وليس ببعيد أن يتذكر يزيد الحفائظ والحروب القديمة بين محمد، جد الحسين، وجده أبي سفيان، وبين علي أبي الحسين وأبيه معاوية، وأن ينطق بكلمة التشفي والحقد، ولكن الباعث الأول على الفجيعة هو نظام الجور، وعهد الأب للابن بالخلافة، وجعلها حقا موروثا. والبحث في محن آل البيت واسع المجال متشعب الأطراف.
فقد ظهرت آثار هذه المحن في العقيدة، والسياسة، والأدب، والتقاليد، وما زالت تفعل فعلها إلى اليوم، ولم يتح لمحن آل البيت، فبما أعلم، من درسها درسا موضوعيا، ولا يمكن شرحها وبيان أسبابها ونتائجها في مقامنا هذا. وعلى أي الأحوال، فإن محن آل البيت ومحن الناس جميعا ابتدأت منذ تغير نظام الحكم عند المسلمين.
كان الحكم في عهد الرسول الأعظم يقوم على مبدأ أن كل شئ لله، فالمال مال الله، والجند جند الله، ومعنى هذا أن الناس جميعا متساوون في الحقوق، لأن الله للجميع وبعده بأمد قصير تغير هذا النظام، وأصبح كل شئ للحاكم.
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 الشيعة والتشيع مقدمة 9
3 التشيع 13
4 الأصحاب والتشيع 24
5 شروط الإمام 30
6 علوم الإمام 42
7 التقية والبداء 48
8 الشيعة والفرس 63
9 أحمد أمين يعترف في أيامه الأخيرة 70
10 بين السنة والشيعة 75
11 المهدي المنتظر 87
12 التشيع في ثلاث مراحل 96
13 الإسلام والولاء 115
14 الإمامة بين شيخ الشيعة وشيخ المعتزلة 120
15 دول الشيعة 127
16 دولة الأدارسة 128
17 دولة العلويين 135
18 دولة البويهيين 138
19 دولة الفاطميين 149
20 الدولة الحمدانية 164
21 الدولة الصفوية 174
22 أصفهان مدينة العجائب 184
23 في مدينة العجائب والمساجد 185
24 عدد الشيعة وبلدانهم 194
25 النبي والزهراء والأئمة الإثنا عشر 208
26 محمد المصطفى 209
27 الزهراء 213
28 أمير المؤمنين 214
29 الإمام الحسن 217
30 الإمام الحسين 220
31 الإمام زين العابدين 224
32 الإمام محمد الباقر 230
33 الإمام جعفر الصادق 232
34 الإمام موسى الكاظم 236
35 الإمام علي الرضا 240
36 الإمام محمد الجواد 243
37 الإمام علي الهادي 246
38 الإمام الحسن العسكري 249
39 الإمام الحجة محمد بن الحسن 252
40 الأئمة الإثنا عشر 254
41 لا سنة ولا شيعة 257
42 مع الشيعة الإمامية مقدمة 265
43 ضرورات الدين والمذهب 267
44 من أصول الإمامية 270
45 لاجبر ولا تفويض 274
46 الخلاف لا يمنع من الإنصاف 278
47 من اجتهادات الإمامية 280
48 الشيعة في نظر الدكتور طه حسين 285
49 الشيعة في كتاب الحضارة الإسلامية 289
50 الغلاة في نظر الإمامية 291
51 الشيعة في كتاب الديمقراطية 295
52 الشيعة الإمامية في كتاب تاريخ التشريع الإسلامي 304
53 افتراء على الإمامية 308
54 الأعور الدجال 309
55 الشيعة في رأي الدكتور عبد الرحمن بدوي 313
56 القرآن الكريم 314
57 علم الحديث عند الإمامية 317
58 الإجماع 321
59 دليل العقل 327
60 الإمامة عند الشيعة الإمامية 333
61 الإمام 337
62 المناجاة 341
63 التقية 345
64 الأصل في الأشياء 346
65 هل يجب على المتدين أن يقلد في أعماله الدينية؟ 347
66 فوائد الصوم 350
67 كيف يجب أن نفهم العبادة 352
68 المتعة عند الشيعة الإمامية 357
69 ضريبة الزكاة عند الإمامية 359
70 الضرورة تعفي المضطر من العقاب 361
71 اليمين وأحكامها 365
72 نحو فقه إسلامي في أسلوب جديد 369
73 معركة في الأزهر 375
74 هل أبو ذر اشتراكي؟ 379
75 درس من الماضي 383
76 الإسلام وفكرة الزهد 386
77 ستة يعرفون بسيماهم 390
78 العمامة ورجال الدين 393
79 يوم عاشوراء 396
80 نحن أعداء الظلم 399
81 لمن العيد؟ 401
82 الجشع 404
83 العلم دين يدان به 407
84 حديث رمضان 409
85 العيد 413
86 كاشف الغطاء الكبير والمصلون 418
87 السيد محسن الأمين 420
88 الإثنا عشرية وأهل البيت (ع) الإثنا عشرية 427
89 آل البيت 447
90 أمضي على دين النبي 467
91 لولا تفسير الكاشف 473