الشيعة في الميزان - محمد جواد مغنية - الصفحة ١٩٠
ولمسجد جمعه ثمانية أبواب، أجملها مدخل الجنوب الذي ترتفع فوقه مئذنتان وله واجهة آية في النقش الجميل والألوان الجذابة.
وعندما فتح المغول أصفهان أنشأوا قسما خاصا في المسجد كتبوا على محرابه صلاة خاصة محفورة في الخشب، كما جاؤوا بمنبر من الخشب حفر بكل إبداع، ولا يزال موجودا حتى الآن ويعود تاريخه إلى القرن السادس عشر.
وفي مسجد جمعة جناحات مختلفة لتلقي دروس الدين، وللصلاة وفيه باحات كبيرة للصلاة.
ويوم الجمعة من كل أسبوع يغص مسجد جمعه بالمصلين، ويقدر عدد الذين يصلون فيه يوم الجمعة بأكثر من ثلاثين ألف شخص.
مدرسة وأعجوبة هندسية:
وهناك مكان له عدة أسماء: مدرسة جهار باخ، أو المدرسة، أو مسجد جهار باخ، أو المدرسة السلطانية. وهذا المكان آخر ما بناه الحكام الصفويون في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر، وقد بنى المكان الشاه سلطان حسين الذي قتل في إحدى غرف هذا البناء الذي يضم 134 غرفة.
والذي أقيم في الأساس ليكون مدرسة لاهوتية يتخرج فيها علماء الدين، وقد أنفق على بناء هذه المدرسة ومسجدها مبلغ طائل، وبنيت على أساس تحمل شتى طوارئ الطبيعة وتقلبات الجو، وجعل باب المدرسة من الفضة، وإن كانت تحجب الفضة اليوم قطع خشبية.
وفي مسجد جهار باخ أعجوبة هندسية، ففي قبة المسجد فوهة يدخل منها النور في اتجاه معين منذ شروق الشمس حتى غيابها فلا يتغير. حتى أن هذه الفوهة لا يتسرب منها الماء إلى باحة المسجد إذا أمطرت السماء.
وقد روى لي مرافقي خلال زيارتي لمسجد ومدرسة جهار باخ فقال:
لقد وضع الشاه سلطان حسين كل همه في بناء المسجد والمدرسة، ولم يكن يهمه من شؤون الدولة سوى إنجاز هذا البناء والتفرغ لعبادة الله. وعندما بدأت الهجمات على إيران، كان يقول: ليأخذوا إيران وليتركوا لي أصفهان، وعندما بدأ الهجوم على أصفهان قال: ليأخذوا أصفهان وليتركوا لي هذه المدرسة
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست