المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٦٣
فاحزن لحزننا، وأفرح لفرحنا، وعليك بولايتنا... (1). الحديث.
وقال عليه السلام - فيما أخرجه الصدوق في أماليه -: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه، جعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرت بنا في الجنان عينه... (2). الحديث.
وبكى صلوات الله عليه إذ أنشده دعبل بن علي الخزاعي (3) قصيدته التائية السائرة حتى أغمي عليه في أثنائها مرتين، كما نص عليه الفاضل العباسي في ترجمة دعبل من معاهد التنصيص (4) وغيره من أهل الأخبار.
وفي البحار، وغيره: إنه عليه السلام أمر قبل إنشادها بستر، فضرب دون عقائله فجلسن خلفه يسمعن الرثاء، ويبكين على جدهن سيد الشهداء وأنه قال يومئذ: يا دعبل من بكى، أو أبكى على مصابنا ولو واحدا كان أجره على الله.
يا دعبل، من ذرفت عيناه على مصابنا حشره الله معنا. (5)

(١) أمالي الصدوق: ١١٢ ح ٥، عيون الأخبار ١: ٢٣٣.
(٢) أمالي الصدوق: ١١٢ ح ٤، زينة المجالس: ٥٥٤، بحار الأنوار ٤٤: ٢٨٤ ح ١٨.
(٣) دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي، من قبيلة خزاعة القحطانية الأصل، ولد سنة ١٥٨ ه‍، واستشهد سنة ٢٤٥ ه‍ في أيام المتوكل العباسي، كان من الشعراء المجيدين والمتفانين في ولاء أهل البيت عليهم السلام، يقول الشعر كثيرا في مدائح أهل البيت عليهم السلام وفي طعن أعدائهم على غرار التولي والتبري، وذكر له المؤرخون أسماء كثيرة، ولكنه اشتهر بلقب (دعبل) بكسر الدال.
راجع ترجمته في الأغاني ١٥: ١٠٠ و ١٨: ٢٠، مجالس المؤمنين: ٤٥١.
(٤) معاهد التنصيص على شواهد التلخيص للشيخ عبد الرحيم بن أحمد العباسي ٢: ١٩٠.
(٥) روى الصدوق في عيون أخبار الرضا بسنده عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: دخل دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله على أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام بمرو، فقال له: يا ابن رسول الله أني قد قلت فيكم قصيدة، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك.
فقال عليه السلام: هاتها، فأنشده:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات فلما بلغ إلى قوله:
أرى فيأهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات بكى أبو الحسن الرضا عليه السلام وقال له: صدقت يا خزاعي.
فلما بلغ إلى قوله:
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات جعل أبو الحسن يقلب كفيه ويقول: أجل والله منقبضات.
فلما بلغ إلى قوله:
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي قال الرضا عليه السلام: آمنك الله يوم الفزع الأكبر.
فلما انتهى إلى قوله:
وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات قال له الرضا عليه السلام: أفلا الحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟
قال: بلى يا ابن رسول الله.
فقال عليه السلام:
وقبر بطوس يا لها من مصيبة * ألحت على الأحشاء بالزفرات إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الهم والكربات فقال دعبل: يا ابن رسول الله، هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟
فقال الرضا عليه السلام: قبري... الحديث.
أنظر: عيون أخبار الرضا ٢: ٢٧١، مقتل الحسين للخوارزمي ٢: ١٢٩، الحدائق الوردية ٢:
٢٠٦، كشف الغمة ٣: ١٠٨، مجالس المؤمنين 451، معجم الأدباء 12: 203، ديوان دعبل للدجيلي: 8.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 69 70 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 ترجمة المؤلف 7
3 ولادته ونشأته 7
4 دراسته العلمية 7
5 عودته إلى جبل عامل 8
6 أسفاره 9
7 مؤلفاته 10
8 وفاته ومدفنه 12
9 عملنا في الكتاب 13
10 المقدمة الزاهرة لكتاب المجالس الفاخرة 17
11 مقدمة المؤلف 19
12 المطلب الأول: في البكاء 21
13 المطلب الثاني: في رثاء الميت بالقريض 33
14 المطلب الثالث: في تلاوة الأحاديث المشتملة على مناقب الميت ومصائبه 45
15 المطلب الرابع: في الجلوس حزنا على الموتى من أهل الحفائظ والأيادي المشكورة 48
16 المطلب الخامس: في الانفاق عن الميت في وجوه البر والاحسان 51
17 فصل 53
18 فصل 87
19 المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة 121
20 التعريف الكتاب 123
21 مقدمة الكتاب 127
22 المجلس الأول: في البكاء 128
23 المجلس الثاني: في الرثاء 138
24 المجلس الثالث: في تلاوة الأحاديث 149
25 المجلس الرابع: في الجلوس حزنا على الموتى 155
26 المجلس الخامس: في الانفاق صدقة عن الميت 161
27 * الفصل الأول فيما يتلى بتمامه صبيحة العاشر من المحرم، ويتلى مجالس متعددة في سائر أيام العشر، أو في باقي أيام السنة، فهو ليوم العاشر مجلس واحد، ولغيره اثنا عشر مجلسا 167
28 المجلس الأول 169
29 المجلس الثاني 176
30 المجلس الثالث 181
31 المجلس الرابع 185
32 المجلس الخامس 194
33 المجلس السادس 200
34 المجلس السابع 207
35 المجلس الثامن 212
36 المجلس التاسع 225
37 المجلس العاشر 230
38 المجلس الحادي عشر 234
39 المجلس الثاني عشر 240
40 الفصل الثاني في هدي النبي صلى الله عليه وآله وسيرته وذكر خصائصه المقدسة 251
41 المجلس الثالث عشر 253
42 المجلس الرابع عشر 259
43 المجلس الخامس عشر 263
44 المجلس السادس عشر 267
45 المجلس السابع عشر 272
46 المجلس الثامن عشر 277
47 المجلس التاسع عشر 280
48 المجلس العشرون 284
49 المجلس الحادي والعشرون 287
50 المجلس الثاني والعشرون 290
51 المجلس الثالث والعشرون 294
52 المجلس الرابع والعشرون 299
53 الفصل الثالث في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام ومواعظه وارشاداته 303
54 المجلس الخامس والعشرون 305
55 المجلس السادس والعشرون 313
56 المجلس السابع والعشرون 316
57 المجلس الثامن والعشرون 321
58 المجلس التاسع والعشرون 324
59 المجلس الثلاثون 327
60 المجلس الحادي والثلاثون 330
61 المجلس الثاني والثلاثون 333
62 المجلس الثالث والثلاثون 339
63 المجلس الرابع والثلاثون 342