فوقع في نحره فسقط عن جواده، وقرن كفيه جميعا فكلما امتلأتا خضب بهما رأسه ولحيته وهو يقول: هكذا ألقى الله وأنا مخضب بدمي، مغصوب حقي.
وخرجت زينب عليها السلام حينئذ من فسطاطها تنادي: وا أخاه وا سيداه وا أهل بيتاه، ليت السماء أطبقت على الأرض، وليت الجبال تدكدكت على السهل.
وقال هلال بن نافع: وقفت على الحسين عليه السلام وإنه ليجود بنفسه، فوالله ما رأيت قتيلا مضمخا بدمائه أحسن منه وجها، ولا أنور منه، ولقد شغلني نور وجهه، وجمال هيئته عن الفكرة في قتله.
ومجرح ما غيرت منه القنا * حسنا ولا غيرن منه جديدا قد كان بدرا فاغتدى شمس * الضحى مذ ألبسته يد الدماء لبودا