غلب عرف الشرع في استعمالها في هذا الوجه، قال الله تعالى * (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) * (1) ويدل على هذا " اللهم وال من والاه " وقول عمر " أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة " يدل على أن هذا هو المراد انتهى كلامه بعضه بالمعنى وبعضه باللفظ (2).
وحاصله: أن الموالاة وإن كان كانت بحسب اللغة النصرة، لكن ربما كان استعمالها في هذا المقام في كمالها الذي هو موافقة الظاهر للباطن، ولهذا لا يختص الدعاء بالموالاة بالحاضرين في المكان والموجودين في الزمان.
وفيه أنه ظهر من كلامه عدم حكمه بعدم تواتر المقدمة، وظاهر أن قوله (صلى الله عليه وآله) " ألست أولى بكم من أنفسكم " لا يناسب غير الأولوية في أمور الأمة ووجوب الطاعة، فذو المقدمة مثلها. وأيضا قول عمر " أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة " موافق للأولوية التي ذكرتها لا لما ذكره.
وأيضا يجب حمل اللفظ على معنى يفهمه الناس، وظاهر أن الأولوية المذكورة في المقدمة مما يفهم العامة والخاصة، منها معنى الأولوية في أمرهم ووجوب إطاعتهم، ولا يفهم منها أحد ممن يخلو نفسه عن الأغراض ما ذكره، فكيف يحمل الكلام الذي صدر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمجمع عام مع اهتمامه التام في الاسماع لإفهامهم على معنى لا يفهمه أحد منهم أو أكثرهم وأيضا أصبحت في قول عمر يدل على أن حصول هذه الحالة كان في هذا اليوم، ولو كان المراد كما ذكره كان الحصول سابقا والاظهار في هذا اليوم.
وأيضا استدلاله (عليه السلام) بهذا الخبر في الشورى يدل على دلالته على الإمامة، سواء كانت باعتبار المزية التي تظهر منه على ما نقلنا من شيخ صاحب المغني، أو للدلالة