سفينة النجاة - السرابي التنكابني - الصفحة ١٣٦
هل يمكن أن يقال لصاحب سلطنة له قدرة على ما شاء من الظلم بل القتل: إنك تركت العمل بكتاب الله وأخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ هل يقدر أحد على أن يخبر صاحب سلطنة وشوكة غرضه أن يعلمه الناس صاحب مذهب صحيح ببطلان مذهبه؟ وظاهر أنه لا يقدر، مع كونه أسهل من أن يقول لمن يدعي كونه خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنك غصبت الخلافة.
اعلم أن دلالة بيعة أهل السقيفة التي لها محامل على صحة إمامة أبي بكر أضعف من أن يصح جعلها معارضة لدلالة امتناع أمير المؤمنين (عليه السلام) وحده عن البيعة ما قدر على البطلان، فكيف تعارضه مع انضمام امتناع بني هاشم وجلة الصحابة من غيرهم، فجعل بيعة السقيفة معارضة لهما مع الكتاب والأخبار التي في كتبهم في غاية السخافة، وسكوته (عليه السلام) عن توضيح خطأهم بذكر النصوص لا يدل على عدمها، بل لعله (عليه السلام) خاف من إظهار بعضها، وعلم بقرائن الحال وأخبار النبي (صلى الله عليه وآله) عدم التأثير، فاكتفى (1) بما كان مناسبا لإتمام الحجة على الناس.

(١) ويمكن أن يقال وجه آخر لاكتفاء أمير المؤمنين (عليه السلام) بما اكتفى، وهو: أنه (عليه السلام) على تقدير إظهار النصوص المشتهرة التي عجز المختلسون عن إنكار اللفظ والدلالة، يقول بعضهم: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخطأ في هذا الأمر، ويتبعه جماعة فيما قال، فحينئذ ينضم الاستحقاق الذي في غاية الظهور والشناعة برسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى ما تحقق من الاستخفاف به (صلى الله عليه وآله) عند الاستخفاف بأهل بيته، ويحصل الجرأة في عصيان الرسول (صلى الله عليه وآله) وترك مقتضى * (ومن يعص الله ورسوله) * أزيد مما حصل مع عدم ترتب منفعة هي تبعية الحق على الإظهار.
ويؤيد هذا الاحتمال ما تكرر من مخالفة عمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حياته وبعد وفاته، مثل امتناعه عن قبول حكم المتعتين ومنعه عنهما، وضربه أبا هريرة بتبليغه ما أمره (صلى الله عليه وآله) بتبليغه، ومنعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الكتابة، ونقله مقام إبراهيم (عليه السلام) عن موضعه، وغيرها مما هو مسطور في الكتب، وسيظهر لك ما يكتفى به في مبحث المطاعن، فلعل عمر كان يخالف رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض الأمور في حياته تسهيلا لإنكار ما أراد إنكاره عند الحاجة، فاكتفى أمير المؤمنين (عليه السلام) بأمور كافية وافية للمسترشد، هادية له إلى العلم بصاحب الحق والغاصب، من غير أن يذكر ما ينتهي إلى الاستخفاف المذكور برسول الله (صلى الله عليه وآله) وأكثر في بيان ما يجب بيانه بحسب المصلحة ما يكتفي ببعضه المسترشد البصير وطالب النجاة الخبير " منه ".
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 3
2 موضوع الكتاب 4
3 الإمامة في نظر الشيعة، الإمامة في نظر السنة 5
4 هذه حجتنا 6
5 وتلك حجتهم، دعوة مخلصة 13
6 حول الكتاب 14
7 ترجمة المؤلف، اسمه ونسبه، الاطراء عليه 17
8 كراماته 18
9 تآليفه القيمة 20
10 مشايخه ومن روى عنهم، تلامذته ومن يروي عنه 22
11 ولادته ووفاته 23
12 في طريق التحقيق 24
13 مقدمة المؤلف 27
14 اثبات الصانع 28
15 علمه وقدرته وعدله وتوحيده تعالى 33
16 علمه تعالى عين ذاته 35
17 وجوده تعالى عين قدرته 36
18 الموجود مشترك معنوي بين الواجب والممكن 38
19 مختصر في نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله) 43
20 مباحث الإمامة 45
21 الإمامة من أصول العقائد 53
22 فيما استدل به على حجية الاجماع 58
23 في قول المبتدع بما لا يتضمن كفرا 60
24 فيما إذا قال واحد أو جماعة بقول وسكت الباقون 61
25 تحقيق الاتفاق في الأمر الذي يتعلق به غرض القادر على البطش 63
26 بعض ما جرى في سقيفة بني ساعدة 63
27 ما يتعلق بامامة أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب (عليه السلام) 70
28 آية المودة 70
29 حديث الغدير 76
30 آية الإكمال 83
31 حديث المنزلة 90
32 حديث وهو ولي كل مؤمن بعدي 97
33 حديث الثقلين 99
34 حديث السفينة 107
35 فيما يتعلق بامامة أبي بكر 109
36 الدليل الثاني من دليلي الطائفة الأولى على امامة أبي بكر 133
37 فيما يتعلق بامامة عمر 153
38 فيما يتعلق بامامة عثمان بن عفان 156
39 في مطاعن الثلاثة 161
40 خطبة الزهراء (عليها السلام) 171
41 بيعة أبي بكر كانت فلتة 185
42 كشف بيت فاطمة (عليها السلام) 191
43 التخلف عن جيش أسامة 196
44 حديث الإقالة 202
45 عدم العدالة في تقسيم الخمس 203
46 عدم العلم بمعنى الكلالة 204
47 نسبة الهجر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 205
48 منع المتعتين 209
49 انكار موت الرسول (صلى الله عليه وآله) 215
50 الأمر برجم الحاملة 219
51 الأمر برجم المجنونة 221
52 المنع من المغالاة في المهر 223
53 شناعة وقباحة 226
54 ضربه رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله) 228
55 عدم العلم بخلافته 233
56 الاعتراض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) 235
57 رأيه في الطلاق 237
58 شناعة آرائه وعقائده 237
59 ابداع التراويح 240
60 ضربه عمار ونفيه أبا ذر 244
61 ضرب ابن مسعود واحراق مصحفه 257
62 جهله بأحكام الشريعة 267
63 رده الحكم بن أبي العاص 269
64 تحقيق حول حديث العشرة المبشرة 271
65 تحقيق الروايات الواردة في مدح الخلفاء 276
66 شكاية علي (عليه السلام) ممن تقدمه 306
67 وصية العباس 320
68 كتاب علي (عليه السلام) إلى معاوية 326
69 كلامه (عليه السلام) في نهج البلاغة 330
70 ما ورد في حب علي (عليه السلام) وبغضه 331
71 الحق مع علي (عليه السلام) 341
72 فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) 353
73 حديث المناشدة 361
74 كلام شارح التجريد 366
75 مبيته (عليه السلام) في فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) 377
76 اثبات امامة باقي الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) 382
77 في مجمل من المعاد الجسماني 393