المطلب الثالث في ما ينفى عنه من الصفات وهو قسمان: منها ما لفظه لفظ الإثبات ومعناه النفي وهو قسمان:
الأول: وصفه بكونه تعالى غنيا، ونعني به أنه حي ليس بمحتاج.
والدليل على ذلك أن الاحتياج قد يكون في الذات، كاحتياج الأثر إلى مؤثره، وفي الصفات، كاحتياج القادر في كونه قادرا إلى القدرة، وقد يكون في جلب المنافع ودفع المضار، وهو سبحانه غني بهذه الاعتبارات الثلاثة.
أما استغناؤه في ذاته وصفاته، لما بينا من كونه واجب الوجود بذاته، ومن كون صفاته واجبة لذاته وجوبا ذاتيا، وأما استغناؤه عن جلب المنافع ودفع المضار، فلأن ذلك إنما يجوز على الأجسام، وإذا بينا أنه ليس بجسم تبين أنه لا ينتفع ولا يستضر. (34)