[رد تفضيل أبي بكر] واحتج القائلون بتفضيل أبي بكر بوجوه، وأقواها ما ذكروه أن النبي - عليه السلام - قال: " والله ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين [على] أفضل من أبي بكر " (63) وقوله: " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر " (64) وباستنابته في الصلاة (65) وبقوله: (وسيجنبها الأتقى) (66).
والجواب عما ذكروه أولا أن نقول: الخبر المذكور لا نعرفه ولم يصح نقله، وما يتفردون بنقله لا عمل فيه، ولا ينعكس مثل ذلك علينا في احتجاجنا بالأخبار، لأنا لا نحتج بالأخبار التي انفردنا بها إلا إذا كانت متواترة تفيد اليقين، ويكون الدافع لها مكابرا بعد الوقوف على نقلها، وأما الآحاد منها فلا نجعلها حجة على خصومنا إلا إذا نقلها الخصم كما نقلناها، وقبلها كما قبلناها.
ثم نقول: الذي يدل على بطلان هذا الخبر قول أبي بكر: " وليتكم