يصح من الجسم، لأن الأجسام لا تكون قادرة إلا بالقدرة إذ لو كان جسما من الأجسام قادرا بذاته، لوجب تساوي الأجسام كلها في ذلك، ضرورة تساويها في الحقيقة. والقدرة لا تقع بها المخترع، فثبت أن الجسم لا يقدر إلا على المباشر والمتولد، لكن فعل الجسم لا يصح بواحد منهما، أما المباشر، فلأنه يلزم اجتماع جوهرين في محل واحد، وأما المتولد، فلأنه لو أمكن لكان ذلك بواسطة الاعتماد، (37) ولو صح فعل الجسم بواسطة الاعتماد، لصح من الواحد منا ذلك، لأنا قادرون على أنواع الاعتماد، لكن ذلك محال. (38) ومن الناس من أطلق لفظة الجسم على الله سبحانه وتعالى مقيدا
(٥٧)